مخاوف بشأن توفير المأوى مع استمرار توافد اللاجئين الكونغوليين على رواندا
مخاوف بشأن توفير المأوى مع استمرار توافد اللاجئين الكونغوليين على رواندا
مركز عبور نكاميرا، رواندا، 7 مايو/أيار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - يقيم الفتى أرسين المراهق وحيدًا في رواندا بعد أن فقدته أسرته في خِضَم التدافع للهروب من المعارك الدائرة بين القوات الحكومية والعناصر المنشقة في شرق الكونغو.
وكان أرسين البالغ من العمر 15 عامًا قد أخبر المفوضية عقب وصوله مركز عبور نكاميرا: "عندما بدأ الجنود في إطلاق النار هربتُ، وظننت أن أسرتي كانت كانت تتقفى أثري". أرسين واحد من بين أكثر من 5,860 شخصًا آخرين هربوا من إقليم شمال كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية إلى رواندا منذ 27 أبريل.
وتتنوع غالبية الوافدين من مقاطعتي ماسيسي وواليكالي في إقليم شمال كيفو بين النساء والأطفال وكبار السن، كما أن القتال الدائر في الإقليم بين القوات الحكومية وجنودٍ موالين لرئيس هيئة الأركان السابق المنشق بوسكو نتاغاندا قد خلف وراءه نحو 20,000 نازح داخلي. وكانت تقارير إخبارية قد أفادت يوم الأحد أن الجيش أنهى عملياته ضد قوات المتمردين.
وقال أرسين إن الصراع قد شهد حالة من الفوضى وأن الأمر قد طال المدنيين، ويقول متذكرًا: "في البداية سمعت إطلاق نار، ثم شاهدتُ جنودًا قادمين من خلف جبلٍ. أصيب أحد الجنود بطلق ناري في الرأس. لم أكن أعلم إلى أي جانب كان ينتمي؛ فجميع الجنود كانوا يرتدون نفس الزي".
ويضيف أرسين الذي كان يرتدي قميص المدرسة الأبيض تحت معطف أزرق داكن: "لقد هربت بالملابس التي كنت أرتديها"، ثم استطرد وقد خيمت على صوته نبرة واهنة: "وها أنا في رواندا الآن، ولكنني وحيد".
أسرة سارة أيضًا كانت قد تشتت أثناء هروبها إلى رواندا من قريتها في ماسيسي التي تقع إلى الغرب من غوما، عاصمة شمال كيفو. كانت تعمل في الحقل في الوقت الذي اجتاح فيه الصراع المنطقة التي كانوا يسكنون بها.
وتقول سارة، وهي أرملة تبلغ من العمر 40 عامًا، بينما تعلوها نظرة استسلام: "فجأة أتى جيراننا مندفعين يصرخون. قالوا إن هناك قتالًا في المنطقة؛ لذا فقد هرعت عائدة إلى المنزل. كان اثنان من أطفالي متغيبين، ولم أكن أعلم إلى أين هربا. أخذت أطفالي [الخمسة الآخرين] وبعض الكيلوات من الفول وهربت".
لقد أوشك الناس أن يعتادوا على دائرة العنف في شرق الكونغو، وقد تعرض كثيرون منهم إلى الإجلاء عدة مرات. تتشابه روايات الآخرين القابعين في المخيمات الجماعية (الخيام الضخمة المخصصة لحالات الطوارئ) في نكاميرا مع رواية سارة. ولكنها ظلت محتفظة بالأمل واضعةً ثقتها في قدرة المفوضية وشركائها على مساعدتها في العثور على طفليها المفقودين.
إن تلك الدفعة الأخيرة من البشر الوافدين من شمال كيفو قد أثقلت كاهل مركز عبور نكاميرا، الذي زاره يوم الأحد مسؤولون من الإقليم كان من بينهم المحافظ جوليان بالوكو كاهونجي الذي قدم شكره إلى رواندا على استضافة اللاجئين وأعرب عن أمله في أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم قريبًا.
تتولى المفوضية وشركاؤها نقل الوافدين الجدد إلى مركز عبور نكاميرا الواقع جهة الغرب على بعد 22 كيلومترًا بعد عبورهم الحدود إلى رواندا من مدينة غيسيني الحدودية. وهناك يجري تزويدهم بالمواد الغذائية وغير الغذائية مثل الحُصْر البلاستيكية والجراكن المعدنية للمياه والآنية الفخارية، إلا أن المأوى يمثل هاجسًا كبيرًا إذ أن مركز العبور قد أُنشِئَ ليتسع فقط لـ2,600 فرد. وسوف ترتفع قدرته الاستيعابية إلى 5,400 فرد بعد ترميم 19 خيمة قديمة وإنشاء 13 خيمة جديدة.
وفي غضون ذلك تعكف حكومة رواندا والمفوضية وكثيرون من شركائها على العمل الدؤوب من أجل توفير المياه النظيفة والمستلزمات الصحية والخدمات الصحية الأساسية. ولكن إذا استمر توافد الناس بمعدل مرتفع، فسوف تحدث عاجلاً فجوات خطيرة في المساعدات الإنسانية.
وفي تحذيرٍ أطلقته ليز أهوا نائب مدير إدارة إفريقيا في المفوضية، قالت: "إذا استمر توافد مزيد من اللاجئين بصفة يومية، فسوف يتحتم إنشاء موقع جديد". ويذكر أن معدل وصول اللاجئين تراجع منذ الأسبوع الماضي، ولكن ما يقرب من 400 شخص دخلوا رواندا يوم الأحد.
بينما تناقش المفوضية الحلول على المدى الأبعد مع الحكومة الرواندية، فإن الأمر يحتاج إلى مساعدات عاجلة من الجهات المانحة في الأجل القصير. ويذكر، أن رواندا تستضيف حالياً ما يقارب 55,000 لاجئ كونغولي يعيشون في ثلاثة مخيمات مكتظة أصلاً في مختلف أنحاء البلاد.
وكان مركز عبور نكاميرا قد استضاف في السنوات الأخيرة الروانديين العائدين إلى ديارهم من جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ حيث كانوا يقضون به يومًا أو اثنين قبل أن تنقلهم المفوضية إلى قراهم الأصلية.
بقلم أنوك بروني من مركز عبور نكاميرا، رواندا