الفتاة السورية روعة.. وأطفال اللاجئين السوريين في البقاع، لبنان
الفتاة السورية روعة.. وأطفال اللاجئين السوريين في البقاع، لبنان

عندما رأيت الفتاة الصغيرة ذات العشر سنوات، روعة، في أحد المخيمات العشوائية في البقاع بلبنان، جذبتني ابتسامتها الخجولة عندما بدأت أتحدث معها عن حياتها هناك. روت لي روعة، بعد ما اعتادت علي، عن يومها الذي تغير، وعن المدرسة غير الرسمية التي ترتادها في خيمة، وعن مزاحمة أقرانها للعب بالمراجيح المحدودة بجوار هذه المدرسة.
طوال الوقت الذي قضيته معها ومع أطفال آخرين في المخيم، وبعدما تركتهم، كان يشغل بالي التفكير في كيف سيكون مستقبلهم، هم وغيرهم في باقي الدول المضيفة لهم، بعد أن حرموا من أبسط حقوقهم في التعليم المناسب، وقضاء سنوات طفولتهم في مكان يحترم خصوصيتهم ويوفر لهم أساسيات الحياة الصحية والبيئية الملائمة لنموهم، والأهم من ذلك الشعور بالأمان والاستقرار في وطنهم.
تخليت عن الورقة والقلم الذي كنت أسجل بهما ملاحظاتي طوال الزيارة التي قمت بها بدعوة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وفضلت الحديث معهم بحرية، نلتقط الصور سويا ونضحك، وقبل أن أرحل من المخيم احتضنت روعة بقوة وفي داخلي رغبة قوية في أن أخذها معي، لأحميها من هذه الحياة التي لا أعرف كيف ستواجهها، وألعن كل من كان سببا في وصولها وغيرها من أطفال لهذا الحال الذي ربما لم يدركوا بعد مدى قسوته.
علياء حامد، صحفية بجريدة الشروق المصرية