إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

قصة رجل معمّر في مخيم الزعتري

بيانات صحفية

قصة رجل معمّر في مخيم الزعتري

بعد أن عاش في سوريا لأكثر من قرن، تعين إقناع يوسف بالفرار من القتال والبحث عن الأمان في الأردن.
29 مارس 2016
56fab4aa6.jpg
نجمة تعانق والدها في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن.

إنها قصة حب وحرب وغربة، وسجائر وشوق إلى الوطن. إنها قصة رجل واحد، رجل تُحصى حياته بالقرون.

يستلقي يوسف على سريره في الكرفان ويراقب بانتباه بينما يصل الزوار ويصافحهم بقوة ممسكاً مسبحته في يده الأخرى.

يعتبر يوسف من المعمرين، ويثبت ذلك السجل الرسمي للعائلة السورية والذي كتب عليه تاريخ ميلاده؛ 1 يناير/كانون الثاني 1903؛ أي أنه يبلغ من العمر 113 عاماً.

تنحني ابنته نجمة وتقبّله، ويهمس شيئاً في أذنها فتضحك وتعطيه سيجارة.

وتقول: "منعته عن التدخين لأنه مسن، ولكنني أشعر بالأسى حياله، وأشفق عليه فأعطيه واحدة".

ووفقاً لابنته، يدعي يوسف في الواقع أن السجائر جزء من سر بلوغه هذا العمر المتقدم - والذي يتلخص بالصلاة والطعام الصحي الطبيعي والكثير من التدخين.

"إيمانه قوي، فهو يصلي ويصوم دوماً. وعلى الرغم من أنه طريح الفراش إلا أنه يسمك دائماً بمسبحته، ويشكر الله على الدوام".

56f560f46.jpg
وفقاً لسجل العائلة الرسمي، ولد يوسف في 1 يناير/كانون الثاني عام 1903 وتزوج للمرة الأولى في عام 1930.

واليوم أصبح يوسف يصلي ويصوم وهو خارج الوطن، وأصبح مخيم الزعتري للاجئين، الذي يقع عبر الحدود من درعا، المنطقة السورية التي عاش فيها لأكثر من قرن، بمثابة منزله. بدأ مخيم الزعتري كمجموعة من الخيم في الصحراء، أما اليوم فقد أصبح مخيماً يتألف من صفوف من الكرفانات التي تأوي أكثر من 79,000 شخص وفيه تسع مدارس ومستشفيين، فضلاً عن 3,000 متجر يديره اللاجئون.

المقيمون هنا جميعهم لاجئون فروا من الحرب، ويوسف هو الأكبر سناً. وقد يكون واحداً من أكبر الرجال سناً في العالم.

أتى مع عائلته إلى الأردن منذ عامين بعد اقتراب القتال والقصف بشكل خطير.

وتقول نجمة: "حزن عندما أخبرناه بأننا نريد المغادرة، فهو لم يرغب في ذلك. فعندما كنا في سوريا كنا سعداء، كانت تلك الأيام جميلة ولم نتوقع أن ينتهي بنا المطاف على هذا النحو؛ فقد تحول كل شيء اليوم إلى ذكرى".

56f560826.jpg
يقول يوسف بأنه استطاع العيش حتى هذا العمر بفضل الصلاة والطعام الصحي الطبيعي والكثير من التدخين.

ومن بين ذكريات يوسف، ثمة انطباعات عن زواجه الأول الذي تم في عام 1930، وفقاً لسجل العائلة الرسمي. أمضى معظم حياته بسلام، في مزرعته ومتجره ومع أولاده الثلاثة و160 حفيداً موزعين على أكثر من ثلاثة أجيال. وقد أدت الحرب إلى انتشارهم عبر القارات فتوجه بعضهم إلى ألمانيا والبعض الآخر إلى السويد وذهب عدد منهم إلى أماكن بعيدة ككندا.

تبقى نجمة بجانبه مع ابنها أحمد الذي يبلغ من العمر 16 عاماً والذي ولد بعد قرن تقريباً على ولادة جده، وما يجمعهم هو الحب. فقد انتقل يوسف للعيش مع نجمة بعد وفاة زوجها منذ 12 عاماً وهي تعتني به اليوم بعطف ويساعدها ابنها.

أضعفت الغرب يوسف؛ ففي العامين الماضيين فقد سمعه والقدرة على استخدام ساقيه وهو أمر يؤلم نجمة.

وتقول: "لو استطعت لقدّمت له روحاً ثانيةً ليتمكن من العيش، وجسماً جديداً ليتمكن من السير".

ولكن يوسف لا يرغب في الحصول على ساقين جديدتين بل في العودة إلى سوريا نهائياً.

وتقول: "يخبرني بأنه يريد العودة وقد جعلني أعده بدفنه في سوريا عند وفاته".