إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

شابة سورية تفر من الحرب للفوز بفرصة للدراسة الجامعية في تركيا

قصص

شابة سورية تفر من الحرب للفوز بفرصة للدراسة الجامعية في تركيا

تعلمت روان، التي ترغب في أن تكون مهندسة كيميائية، اللغة التركية وحصلت على مكان في الجامعة في محافظة قونية في وسط الأناضول.
24 أكتوبر 2016 متوفر أيضاً باللغات:
5808cc753.jpg
روان، طالبة سورية في الهندسة الكيميائية وتبلغ من العمر 19 عاماً، تأهلت للحصول على إحدى منح مبادرة DAFI المقدمة من المفوضية وستنهي تعليمها العالي في تركيا.

 

أنقرة، تركيا – قال المسلحون الذين يطرقون الباب بأنهم يريدون فقط التحدث عن مشكلة. فتحت روان، التي كانت تبلغ من العمر حينها 16 عاماً، الباب بتردد. دخلوا إلى المنزل، وبدأوا يتصرفون بعدائية.

اتهموها بالسرقة. وجعلهم إنكارها للتهمة يغضبون أكثر وضربوها على وجهها. وطلبوا 1,000 دولار أميركي.

وللوهلة الأولى، قد تبدو روان الصغيرة وذات الصوت الناعم ضعيفة. ومع ذلك، جلست مستقيمة ووصفت لحظات الخوف بصوت واقعي.

بمساعدة والدتها، جمعت المال وسلمته لهم. وشاهدتا الجنود وهم يغادرون. ولكنهما كانتا تعلمان بأن الرجال سيعودون، لذا قررتا الفرار مع شقيقيها الأصغر سناً من المنزل في حلب.

قالت روان: "تركنا كل شيء وراءنا. لم يكن هناك الوقت لتوضيب أغراضنا ولم نملك سوى الملابس التي كنا نرتديها".

وبالتالي، في 20 أغسطس 2013، بدأت حياة روان كلاجئة. وقد هرب والدها وشقيقها البكر من التجنيد الإجباري إلى محافظة مجاورة. وبعد لم شملهم، مشت العائلة لأيام عديدة وعبرت نحو جنوب شرق تركيا وتعيش حالياً في مدينة قونية في الأناضول.

أرادت روان، التي كانت تتوق إلى عيش حياة طبيعية مجدداً، العودة فوراً إلى المدرسة. وكان أداؤها جيداً في الرياضيات والعلوم. ومنذ الطفولة، أرادت أن تصبح مهندسة كيميائية. وهي تشتاق لأصدقائها لكنها لا تتحدث اللغة التركية ولا الإنكليزية. لم يكن هناك مدارس تتحدث اللغة العربية في قونية.

مع ذلك، رفضت روان الهزيمة. ووجدت كتباً على الإنترنت تتبع منهج المدارس السورية ودرست لوحدها لساعات يومياً.

"أخبرني الكثيرون أنني لن أنجح لوحدي. لكنني أردت أن أدرس وقمت بذلك لوحدي".

ووفقاً للسلطات التركية، وصلت إلى تركيا أعداد هائلة من اللاجئين السوريين الفارين من الحرب خلال الأعوام الخمسة الماضية تقريباً – أي أكثر من 2.7 مليون شخص. وبالطبع كان لذلك تأثير على مجال التعليم.

وفي عام 2014، سافرت روان إلى العاصمة التركية أنقرة حيث أجرت امتحاناتها الثانوية النهائية ونجحت فيها. وتعفي الحكومة التركية اللاجئين السوريين الذين يودون الدخول إلى الجامعات الحكومية من الرسوم الدراسية، ومع ذلك، فإن 2.2% فقط من الشباب السوريين قد تسجلوا حتى الآن.

5808cd523.jpg
روان (جلوساً) كانت بين مجموعة صغيرة من الطلاب الذين حصلوا على منحة DAFI والتقوا بالمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في العاصمة التركية أنقرة في أغسطس 2016.

يحتاج الكثير من اللاجئين إلى العمل لإعالة أسرهم مادياً. وكالكثير من اللاجئين، كانت اللغة هي أكبر التحديات التي تواجهها روان. وكانت بحاجة إلى تعلّم اللغة التركية والنجاح في امتحان الكفاءة في اللغة التركية. لذا لجأت مجدداً إلى الإنترنت.

وقالت: "دون تعلم اللغة التركية، من الصعب الدراسة ومن الأصعب إيجاد عمل. ومنذ البداية، درست لوحدي. وأخبرني الكثيرون أنني لن أنجح لوحدي. لكنني أردت أن أدرس وقمت بذلك لوحدي".

وجدت مواداً على الإنترنت وبدأت دراسة اللغة التركية فضلاً عن الهندسة الكيميائية. ولم يصدّق شقيقها، الذي اضطر إلى ترك الدراسة للعمل، أنها تستطيع النجاح. ومع ذلك، فإن حبها للمادة واضح.

"الطعام والدواء والصناعة – كل شيء يبدأ مع الكيمياء".

وقالت: "كل شيء في الحياة مرتبط بالكيمياء. الطعام والدواء والصناعة – كل شيء يبدأ مع الكيمياء".

وفي عام 2015، قدّمت طلباً وحصلت على منحة المفوضية لحضور برنامج تعليم مكثف للغة التركية ممتد على عام واحد ومعتمد من قبل منهاج تعلّم اللغة التركية تومر المعترف به في أنحاء البلاد.

ويتم تنفيذ هذا البرنامج من قبل مؤسّسة الأتراك في الخارج والمجتمعات ذات الصلة وهو يساعد خريجي المدارس الثانوية على تلبية شروط الكفاءة اللغوية للقبول في الجامعات التركية. وتتحدث حالياً اللغة التركية بطلاقة، وقد استخدمتها للتطوع والترجمة للاجئين السوريين في المستشفيات ومراكز التسجيل.

بعد ذلك، قدّمت روان طلباً إلى جامعة سلجوق في قونية، وكان أصدقاؤها مترددين. ولم يعتقد والدها، وهو مهندس إلكتروني كان يملك عمله الخاص في سوريا والذي يعمل حالياً في مصنع، أنه سيتم قبولها. إلا أنها قُبلت.

تقول: "كان والدي سعيداً جداً. وذهب إلى العمل وتفاخر بي قائلاً للجميع: "ابنتي ستدرس الهندسة الكيميائية!".

سلط تقرير نشرته المفوضية الشهر الماضي الضوء على أزمة تعليم اللاجئين حيث أن أكثر من نصف الأطفال في سن الدراسة والبالغ عددهم عددهم 6 ملايين طفل والذين هم تحت ولاية المفوضية لا يذهبون إلى المدرسة.

وقد مر ثلاثة أعوام منذ أن قام المسلحون بضرب روان. وتبلغ حالياً من العمر 19 عاماً. إنها واحدة من بين 6,598 شاباً سورياً قدموا طلبات في عام 2016 للحصول على منحة DAFI، وهي منحة دراسية ممولة من ألمانيا وتنفذها المفوضية. وقد أجرت روان مقابلات ولكن المنافسة صعبة.

وفي عام 2015، تم قبول 5,800 مقدّم طلب سوري. ووفرت المنحة الرسوم المدرسية وبدلاً شهرياً. ونظراً لحاجة اللاجئين السوريين في تركيا واهتمامهم ببرامج التعليم العالي، وفرت مبادرة DAFI 820 منحةً هذا العام في تركيا. ولا تخاف روان من المستقبل: "أردت ذلك بشدة. وأنا مصممة على تحقيق ذلك".