إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

ورشة عمل في مجال التكنولوجيا تعلم أطفالاً لاجئين التصميم الرقمي

قصص

ورشة عمل في مجال التكنولوجيا تعلم أطفالاً لاجئين التصميم الرقمي

طالبو لجوء من الشبان في أثينا يستمتعون بدروس تطلعهم على كيفية استخدام التكنولوجيا لإظهار ابتكارهم.
16 نوفمبر 2018 متوفر أيضاً باللغات:
5be554703.jpg
طالبو لجوء من الشبان يشاركون في ورشة عمل للطباعة بتقنية 3D يقودها مدرسون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

يحمل عدي* وهو شاب سوري، نظارات مبروطة بشريط لاصق. إنها لصديقه فرشيد* الذي سيغادر أثينا خلال أيام للم شمله مع عائلته في النمسا.

وقال الفتى البالغ من العمر 14 عاماً للمفوضية: "قال المدرسون بأنه ربما بإمكاني أن أصلحها". وسوف يحاول عدي صنع ذراع جديدة لنظارات ابن بلده على آلة ساعد في تطويرها. إنها آلة غريبة ومن بين مدرسيه هناك تقنيون يتمتعون بمهارات عالية ويعملون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، وهو إحدى أبرز الجامعات في العالم.

وراء عدي على طاولة ترتص عليها الحواسيب المحمولة، وهناك أشخاص ينجزون العمل على الجهاز المصنوع من مكونات إلكترونية وأسلاك بلاستيكية ومنصة من السيراميك وإطار معدني. بعد فترة قصيرة، بدأت الآلة، وهي عبارة عن طابعة بتقنية 3D، بالعمل وبصنع أول أداة ثلاثية الأبعاد وهي قرص مع شعار.

يشكل ذلك إنجازاً كبيراً لأطفال كانوا لا يعرفون شيئاً عن الأجهزة الإلكترونية أو الحواسيب أو التصميم قبل المشاركة في ورشة عمل التصميم الرقمي، ولكن ما هو ملفت بشكل أكبر هو كيف أن هذا المشروع الممتد على مدى أسبوعين بدعم من المفوضية تمكن من تحفيز وتغيير حياة الأشخاص المشاركين فيه.

شارك أكثر من 20 طفلاً من طالبي اللجوء من سوريا وأفغانستان والعراق وباكستان، ممن تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عاماً، في الدورة المكثفة التي نظمها مختبر D-Lab في المعهد والمنظمة غير الحكومية المحلية فاروس وهي شريكة للمفوضية. ومن بين هؤلاء أطفال من الفئات الأشد ضعفاً وغير مصحوبين بذويهم كعدي وفرشيد.

"يمكنك أن ترى مدى إبداعهم"

يقول دان بيسواس، وهو أحد مؤسسي فاروس، بأن الكثيرين لم يحصلوا على التعليم بسبب الصراع، وبعد بداية بطيئة، باتوا يستمتعون بالدروس وبفكرة ابتكار شيء قد يشعرهم بالفخر. شارك غالبيتهم في كل جلسة في الصباح وبعد الظهر وكل همهم أن يزيدوا معرفتهم.

وقال بيسواس، الذي استضاف التدريب في مبنى فسيح معاد تأهيله في مقاطعة إكزارشيا القديمة، وهي مركز للابتكار: "من خلال القليل من الدعم والرعاية، يمكننا أن نرى أنه بإمكانهم أن يتقدموا ويدركوا قيمتهم وإمكانياتهم". تدير فاروس مأوى للأطفال غير المصحوبين بذويهم في الجوار حيث يعيش الكثير من المشاركين، فيما يأتي آخرون من مواقع سكنية.

يقول هيوون لي وهو مصمم في مختبر D-Lab في المعهد: "آمل أن يستمروا بهذه البرامج. يمكنك أن ترى مدى إبداعهم". علمت الدورة أيضاً مهارات الكمبيوتر الأساسية والبرمجة والبرامج بالإضافة إلى كيفية استخدام الأدوات اليدوية كمكواة اللحام والمفكات وقواطع الأسلاك والمبارد: "يصنعون أشياءً رائعة".

كان روي أومباتي، وهو مدرب ومؤسس "أفريكان بورن 3D" وهي تابعة لمختبر D-Lab، من الأشخاص الذين أعجبهم العمل، حيث يقول: "يشكل ذلك تغييراً كبيراً بالنسبة لهم وهو أمر يساهم في تمكينهم. تخطينا شيئاً كان يبدو معقداً جداً".

بنى الفتيان المشاركون صداقات مع المدرسين ومع زملائهم الطلاب على الرغم من اختلاف الأصول واللغات. يقول هيوون: "شعروا بالارتياح وأطلعونا على قصصهم. لم يكونوا يريدون الذهاب إلى منازلهم في نهاية اليوم".

"إنه شعور رائع وتتبادله مع أصدقائك"

المشروع قائم على نهج من ثلاث خطوات وهي: إحضارهم ومحاولة إبقائهم (في مشاريع كالطابعة بتقنية 3D) وفي النهاية إرسالهم.... إلى المدرسة أو للتدريب أو العمل إلخ. باستخدام هذه المعادلة، تدير فاروس أيضاً دورات معروفة للنجارة والخياطة.

وفقاً للمدرسين فإن الطابعة بتقنية 3D هي أداة تصنيع يمكن استخدامها لابتكار أي شيء. وبالنسبة للفتيان الذين فقدوا الكثير، فإن المناقشة حولها لا تنتهي. قبل بضعة أيام، لم يكونوا قد سمعوا بمثل هذه الآلة التي تنقل التصميم على الكمبيوتر وتبني طبقات باستخدام مواد بلاستيكية أو عضوية لتنفيذه.

التطبيقات كثيرة جداً ويتم استخدام التكنولوجيا في مجالات تتراوح بين التصنيع والرعاية الصحية والكيمياء والهندسة والفن والتصميم. تستخدم بعض الشركات الطابعات بتقنية 3D لصنع طابعات أخرى بتقنية 3D.

يشعر عدي الذي فر من العنف في دمشق بثقة أكبر بعد هذه التجربة وهو يقول: "إنه شعور رائع وتتبادله مع أصدقائك".

في النهاية، لم يكن عدي يملك الوقت الكافي لصنع ذراع لنظارات فرشيد ولكنه بنى صداقات وأصبح مهتماً بالمعرفة التي يمكن أن تساعده في المستقبل. كذلك، فقد ازدادت طموحاته: "من الممكن أن أصبح مدرساً وأبني شيئاً أكبر بكثير".