إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

العائلات النازحة في ميانمار تصارع من أجل البقاء

قصص

العائلات النازحة في ميانمار تصارع من أجل البقاء

مع استمرار النزاع في ولاية كاياه وعدم ظهور أي بوادر لانحساره، من المتوقع حدوث مزيد من موجات النزوح نحو ولاية شان في الأسابيع، وحتى الأشهر المقبلة.
11 فبراير 2022 متوفر أيضاً باللغات:
620657683.jpg
آنا روث* مع أطفالها خارج المعبد في ولاية شان حيث التمست المأوى بعد نزوحها عدة مرات في ولاية كاياه.

تستذكر آنا روث* بوضوح اليوم الذي قُتل فيه زوجها أثناء محاولة الأسرة الفرار من إطلاق النار للمرة الثانية في أقل من عام.

عندما وصل القتال بين القوات المسلحة الميانمارية والجماعات المسلحة الأخرى إلى القرية التي لجأوا إليها بالقرب من لويكاو، عاصمة ولاية كاياه جنوب شرق ميانمار، هرعت هي وعائلتها للفرار مع قرويين آخرين إلى الغابة المجاورة للاختباء فيها. لكن زوجها وبعض جيرانهم أرادوا العودة لإحضار الطعام والضروريات الأخرى.

تقول آنا: "قلت له ألا يذهب لأن الوضع كان خطيراً للغاية، لكنه لم يستمع لي. وفي المساء، عادت المجموعة لكن زوجي لم يكن معهم، لأكتشف لاحقاً أنه أصيب برصاصة أثناء جمع بعض الحاجيات من منزل حماتي الذي كنا نأوي إليه".

في ولاية كاياه، بدأت تتفاقم أزمة إنسانية منذ اندلاع النزاع المسلح والمتجدد في مايو 2021. ومع تأثر ست من البلدات السبع في الولاية بالقتال العنيف، اضطر عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الفرار من منازلهم. وقد التمس البعض الأمان في دور العبادة والمراكز المجتمعية، بينما يختبئ آخرون في الأدغال.

في جميع أنحاء ميانمار، ظهرت أنماط مماثلة من الاشتباكات بين القوات المسلحة في ميانمار والجماعات العرقية وغيرها من الجماعات المسلحة المحلية، تلتها موجات جديدة من النزوح. ومنذ استيلاء الجيش على السلطة في 1 فبراير 2021، اضطر حوالي 440 ألف شخص للفرار من الغارات الجوية والقصف وحرق القرى، أكثر من نصفهم في جنوب شرق البلاد، وكانت ولايتا كاياه وكايين الأكثر تضرراً.

نزحت آنا روث وعائلتها، مثل كثيرين آخرين في ولاية كاياه، عدة مرات. وتشرح قائلة: "نحن في حالة من الفرار منذ يونيو 2021، أولاً من قريتنا في بلدة ديموسو إلى منزل حماتي في بلدة لويكاو، ومن هناك إلى الغابة والتي مكثنا فيها لشهور".

بعد أن تحولت إلى أرملة بصحبة أربعة أطفال صغار، التمست الأمان في نهاية المطاف في قرية أخرى من قرى لويكاو، لكنها نزحت مرة أخرى بعد بضعة أسابيع عندما اشتد القتال في جميع أنحاء ولاية كاياه الشهر الماضي. وفي محاولة يائسة للوصول إلى مكان آمن وهي غير متأكدة إلى أين يتوجب عليها الذهاب بعد ذلك، لحقت آنا بالعائلات النازحة الأخرى وعبرت إلى ولاية شان المجاورة.

"لقد فقدت كل شيء باستثناء أطفالي"

تقول آنا: "لم أتخيل أبداً أن يحدث لي هذا. في السابق، كانت عائلتي تعيش بسعادة في قريتنا. والآن، فقد خسرت كل شيء باستثناء أطفالي".

لقد أوى الجميع الآن إلى أحد المعابد، حيث يتضامن أعضاء المجتمع المحلي والجمعيات الخيرية المحلية في مشاهد تتكرر عبر ميانمار، حيث يقودون جهود الاستجابة الإنسانية. وعلى الرغم من بذلهم قصارى جهدهم، فإن الموارد تستنزف بشكل متزايد مع وصول المزيد من النازحين.

تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع الشركاء المحليين والمجتمعات المحلية للتخفيف من بعض هذه الضغوط وتكملة جهود المساعدات التي توفرها المجتمعات المضيفة والموجهة لحوالي 30,000 شخص ممن وصلوا إلى ولاية شان من ولاية كاياه منذ بداية العام. وقد أنشأت المفوضية مركزاً مؤقتاً في عاصمة ولاية شان، تونغي، لتنسيق عملية توزيع المساعدات الطارئة في المنطقة ومعالجة النقص في المواد المنزلية الأساسية وكذلك الملابس.

خلال الأسابيع القليلة الماضية، تلقى حوالي 10,000 نازح داخلياً من كاياه، والموزعين على عدة بلدات في ولاية شان، بطانيات وأطقم مطبخية وناموسيات وأوعية مياه ودلاء وحصائر للنوم وأغطية مشمعة ومواد عازلة لفصل الشتاء. كما ساهم بعض فاعلي الخير من السكان المحليين بمواد مثل فرش الأسنان والصابون والشامبو.

بعد وصولها ومعها القليل من الممتلكات، تشعر آنا روث بالسعادة للمساعدة التي حصلت عليها. وأوضحت قائلة: "في البداية، لم نكن متأكدين من التماس المأوى في المعبد البوذي لأننا مسيحيون. لكن الرهبان رحبوا بنا جميعاً بحرارة. والآن، فإننا نعيش مع النازحين الآخرين في وئام. البطانيات والدلاء والحصائر والملابس المقدمة مفيدة جداً لنا حيث لم أتمكن من إحضار سوى بعض من ملابس أطفالي معي".

مع استمرار النزاع في ولاية كاياه وعدم ظهور أي بوادر لانحساره، من المتوقع حدوث مزيد من موجات النزوح نحو ولاية شان في الأسابيع، وحتى الأشهر المقبلة.

وفيما شعرت بالارتياح للعثور على مكان تأوي إليه، تتوق آنا للعودة إلى موطنها الأصلي ولاية كاياه، وتقول: "أطفالي يسألون باستمرار متى يمكنهم العودة إلى المنزل. نأمل أن نتمكن من العودة قريباً".

* تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية.