في سوريا، المفوض السامي غراندي يحث على تقديم المزيد من الدعم للاجئين العائدين إلى ديارهم
في سوريا، المفوض السامي غراندي يحث على تقديم المزيد من الدعم للاجئين العائدين إلى ديارهم

أم سورية وابنتها أثناء عودتهما إلى سوريا من لبنان عند معبر جديدة يابوس الحدودي في 20 يونيو 2025.
قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في 20 يونيو، خلال زيارة له إلى البلاد بمناسبة يوم اللاجئ العالمي، أنه يجب على المجتمع الدولي اغتنام الفرصة السياسية التي أتاحها انهيار نظام الأسد للمساعدة في إعادة بناء سوريا وضمان عودة 13 مليون لاجئ ونازح جراء الحرب إلى ديارهم.
والتقى غراندي بعائلات سورية عائدة إلى البلاد بعد أكثر من عقد من اللجوء في لبنان المجاور، وقال إنهم "قرروا العودة وبناء حياتهم من جديد" عقب سقوط الحكومة السابقة في ديسمبر. وأضاف أن نقطة جديدة يابوس الحدودية الرسمية أصبحت الآن "مكاناً للترحيب"، لكنه أضاف أن هناك العديد من التحديات التي تنتظر العائلات العائدة.
على الحدود، أطلقت الشاحنات المحملة بالعائدين والأمتعة أبواقها احتفالاً بدخولها سوريا، ولوّح الأطفال المبتسمون بعلم البلاد الجديد ذي النجوم الثلاث، بينما كان آباؤهم يُكملون أوراق عودتهم رسمياً.
وقال غراندي: "من المهم جداً بالنسبة لي أن أقضي يوم اللاجئ العالمي في بلدٍ سوف تسقط فيه عن اللاجئين أخيراً صفة اللجوء، وأن يستعيدوا مكانتهم في مجتمعاتهم وفي بلدهم".
وأضاف: "سيكون الأمر صعباً، وسيحتاجون إلى الكثير من المساعدة. كل شيء في سوريا بحاجة إلى إعادة إعمار. الكهرباء غير متوفرة لمعظم السكان، والخدمات هشة للغاية، ولا يزال الأمن من التحديات القائمة في أماكن كثيرة. إعادة سوريا إلى وضعها الطبيعي، وتوفير مستقبلٍ أفضل لجميع هؤلاء الذين يتخذون قرار العودة إلى ديارهم. هذا هو التحدي الكبير".
عاد أكثر من مليوني سوري إلى ديارهم منذ ديسمبر، من بينهم ما يقرب من 600 ألف لاجئ من الدول المجاورة، وما يقل قليلاً عن 1.5 مليون نازح في مناطق أخرى من البلاد.
ومن المتوقع عودة المزيد إلى ديارهم هذا الصيف بعد انتهاء العام الدراسي، لكن غراندي حذّر من أنه بدون توفر المزيد من الدعم الدولي لإعادة بناء المنازل والمدارس وغيرها من البنى التحتية والخدمات الحيوية، فقد تكون عودة هؤلاء قصيرة الأمد.
وقال: "عندها، حتى من بقوا في سوريا سيختارون المغادرة مرة أخرى، ويجب تجنب ذلك بأي ثمن. لذا، في يوم اللاجئ العالمي، أناشد المجتمع الدولي تكثيف دعمه لهذا البلد وشعبه".
من بين من عبروا الحدود يوم الجمعة، كانت إيمان عائدة إلى منزلها في حلب مع أطفالها الثلاثة بعد 14 عاماً من اللجوء في لبنان. وتحدثت عن خططها لإعادة إحياء مشروع الخياطة الذي كانت تزدهر فيه سابقاً، وتسجيل أطفالها في المدارس، وإعادة بناء منزلها المتضرر من الحرب بمساعدة زوجها الذي لا يزال يعمل في لبنان حالياً.
وقالت إيمان: "أنا هنا لأذهب إلى حلب وأرى كيف تسير الأمور. إذا كان الوضع جيداً... يمكنني الاستقرار مجدداً واستئناف الحياة التي كنت أعيشها".
وعندما سُئلت عن شعورها بالعودة إلى سوريا بعد غياب طويل، أجابت: "إنه شعور لا يوصف ملؤه السعادة. لا أستطيع وصفه أو شرحه. الآن سنعود إلى ديارنا وسيعود كل شيء كما كان، بل وأفضل إن شاء الله".

حافلة تقل لاجئين سوريين عائدين إلى سوريا من لبنان تعبر نقطة جديدة يابوس الحدودية.
تدعم المفوضية اللاجئين السوريين العائدين في كل شيء، بدءًا من توفير وسائل النقل إلى منازلهم وإصلاحها، وصولاً إلى المساعدة القانونية لاستبدال وثائق الهوية والممتلكات المفقودة. ويتم تنسيق معظم دعمها للعائدين والمجتمعات المحلية التي يعيشون فيها من خلال شبكة من المراكز المجتمعية التي تدعمها المفوضية.
إلا أن الخفض الحاد في المساعدات الإنسانية أجبر المفوضية على تقليص قوتها العاملة وبرامج المساعدة في سوريا، حيث أغلق 17 مركزاً مجتمعياً من أصل 122 مركزاً في جميع أنحاء البلاد أبوابه حتى الآن، ويواجه 50 مركزاً آخر خطر الإغلاق الوشيك.
على الرغم من هذه التحديات، ستواصل المفوضية وشركاؤها دعم الشعب السوري، بمن فيهم العائدون إلى ديارهم والملايين الذين ما زالوا نازحين داخل البلاد وفي جميع أنحاء المنطقة.
وحث غراندي الجهات المانحة - من حكومات وأفراد وشركات ومؤسسات - على مواصلة دعم هذا الجهد، وبالتالي وضع حد لـ"إحدى أطول حالات اللجوء" حول العالم.