إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

برنامج مبتكر يساعد اللاجئين الفنزويليين على الخروج من دوامة الفقر

قصص

برنامج مبتكر يساعد اللاجئين الفنزويليين على الخروج من دوامة الفقر

يساعد التدريب والتوجيه في مجال ريادة الأعمال الفنزويليين الذين فقدوا كل شيء على البدء من جديد في الإكوادور.
3 يناير 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5e00d5ec3.jpg
الفنزويلي أوسمار وزوجته فاليريا في حفل تخرجهما في الإكوادور.

في يوم التخرج، ابتسم الزوجان أوسمار* وفاليريا* بكل فخر. لكن هذا التخرج المتميز والخاص جداً لم يكرم إنجازات الزوجين خلال أيام الدراسة فحسب، بل كان إنجازاً لجميع أفراد الأسرة، حيث أنهما أكملا برنامجاً يهدف إلى المساعدة في انتشال اللاجئين من الفقر المدقع وتوفير الوسائل اللازمة لهم لإعادة بناء حياتهم.


وقالت فاليريا، وهي مصففة شعر فنزويلية سابقة تبلغ من العمر 32 عاماً، والتي افتتحت مشروعها الخاص لتنظيم المناسبات بعد أن فرت إلى الإكوادور: "لقد دربونا على ريادة الأعمال، كما درسنا كيفية إدارة مواردنا المالية. لم تكن الأمور سهلة، لكنه (البرنامج) ساعد في تغطية العديد من احتياجاتنا".

بدأت صراعات الأسرة في فنزويلا، حيث غرقت البلاد في أزمة مستمرة حتى الآن وقد أدت إلى تفشي مشكلة نقص المواد الغذائية والدواء على نطاق واسع، وإلى تضخم مستفحل وانهيار في النظام الاجتماعي بشكل عام.

"لم تكن الأمور سهلة، لكن البرنامج ساعد في تغطية العديد من احتياجاتنا"

وذات يوم في نوفمبر من عام 2017، أمضى كل من أوسمار وفاليريا وأطفالهما ليلتهم في منزل أحد الأقارب، ليكتشفوا بعد ذلك بأن بعض المحتجين استغلوا الفرصة للاستيلاء على منزلهم. حاولوا استعادته، لكن جهودهم باءت بالفشل ولم يكن لديهم خيار آخر سوى الفرار من البلاد.

تمكنوا من جمع ما يكفي من المال لشراء تذاكر الحافلة التي ستقلهم إلى الإكوادور، الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية والتي استضافت حوالي 385,000 من اللاجئين والمهاجرين الفنزويليين الذين يقدر عددهم بنحو 4.8 مليون شخص والذين يعيشون الآن خارج بلادهم.

وقد استنفدت الرحلة بحد ذاتها مدخراتهم، لتتقطع بهم السبل في محطة العاصمة كيتو للحافلات وذلك على مدى أسبوع كامل. بعد حصولهم على المساعدة الخاصة بالمأوى من قبل المفوضية وشريكها في الإكوادور، تم اختيار الأسرة للمشاركة في برنامج لدمج اللاجئين وتفادي الفقر والمعروف باسم "نموذج التخرج".

ويهدف البرنامج إلى دعم أشد اللاجئين ضعفاً - بمن فيهم الأمهات العازبات والأسر الكبيرة وأولئك الذين يفتقرون إلى شبكة الدعم في البلد المضيف. ونظراً لأن الدخل الثابت هو من أهم عوامل نجاح اللاجئين في البلدان المضيفة لهم، فإن البرنامج يهدف إلى تزويد المشاركين بالأدوات التي يحتاجون إليها لكسب لقمة العيش.

يحصل المستفيدون المختارون على تدريب مهني وحول ريادة الأعمال وروؤس الأموال والتوجيه وذلك لمساعدتهم على تعلم مهارات جديدة وبدء أعمال تجارية صغيرة، فضلاً عن الدعم النفسي من أجل مرافقتهم خلال هذه العملية. منذ عام 2015، انضمت أكثر من 3,150 عائلة لاجئة في الإكوادور للبرنامج، والذي يديره شريك المفوضية جمعية المعونة للمهاجرين.

وقد ساعد التوجيه الذي تلقته فاليريا، والتي كانت تملك صالون تجميل خاص بها في بلدها، على الانطلاق بمهنة جديدة كمنظمة ومزينة للمناسبات والاحتفالات. كما غير زوجها أوسمار، البالغ من العمر 38 عاماً، مهنته السابقة كميكانيكي سيارات ليباشر العمل كمنسق أغاني (DJ)، وذلك بفضل منحة نقدية أولية من البرنامج والذي أتاح له فرصة التسجيل في دورة تدريبية وشراء المعدات.

كما ساعد البرنامج في خلق فرص جديدة لديليس*، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 36 عاماً وطالبة لجوء من فنزويلا، حيث فرت إلى الإكوادور في ديسمبر 2017 بعد أن هددها مسؤولون حكوميون هي وزوجها رداً على آرائهما السياسية.

كانت ديليس في وطنها تعمل في مجال الخدمات اللوجستية لدى شركة لتأجير السيارات، ولكن بفضل التوجيه ودروس ريادة الأعمال التي حضرتها من خلال برنامج "نموذج التخرج"، بدأت الآن تحقق نجاحاً كبيراً في قطاع الأغذية الناشئ في الإكوادور.

ومن خلال رأس المال الذي حصلت عليه، اشترت بعض الأساسيات كالفرن والثلاجة والخلاط، مما أتاح لها إعداد الحلويات النباتية التي تبيعها الآن في معارض الشوارع وغيرها من المناسبات. وتأمل ديليس الآن بافتتاح متجر خاص بها قريباً، حيث قالت: "لقد منحتنا هذه العملية الأدوات اللازمة لنا للعيش والازدهار"، مضيفة بأن البرنامج أتاح لها ولعائلتها أن تغير نظرتها للحياة: "لا نملك أي شيء ولكننا نعيش بشكل جيد. ليس لدينا ديون ولا نتأخر عن دفع الإيجار، وعندما تحل أعياد الميلاد، لدينا ما يكفي لشراء الهدايا لأطفالنا".

"لقد منحتنا هذه العملية الأدوات اللازمة لنا للعيش والازدهار"

"تتخرج" الأسر من البرنامج المبتكر عندما يتجاوز دخلها خط الفقر؛ وعندما يكونون قادرين على تناول ثلاث وجبات مغذية في اليوم؛ وعندما يتمكنون من توفير ما لا يقل عن خمسة في المائة من دخلهم الشهري؛ وعندما يتمكنون من بناء شبكة دعم محلية.

تخرج كل من أوسمار وفاليريا بعد حضورهما 18 شهراً من البرنامج. ومنذ ذلك الحين، فقد مر الزوجان بأوقات جيدة وصعبة. فقد اتضح بأن الوعد بالحصول على وظيفة كمنظمة حفلات في مدينة أخرى كان مجرد عملية احتيال استنفدت أموالهما.

لكنهما في النهاية تمكنا من العودة إلى كيتو والحصول على مشروع لتنظيم الحفلات. في غضون ذلك، فقد نمت تطلعات الأسرة بشكل كبير وصبت أنظارها على فتح محل خاص بفاليريا لتنظيم الحفلات، حيث تقوم هي بتنظيم المناسبات وحفلات الزفاف فيما سيعمل أوسمار على تنسيق الموسيقى، حيث قال: "إنه حلمي الأكبر".

كان موضوع الإدماج الاقتصادي للاجئين أحد الموضوعات التي نوقشت في المنتدى العالمي للاجئين، وهو اجتماع رفيع المستوى عقد في جنيف الشهر الماضي، وجمع كلاً من الحكومات والمنظمات الدولية والسلطات المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وأعضاء المجتمع المضيف واللاجئين أنفسهم.

وقد تضمن المنتدى، وهو الأول من نوعه، إعلانات حول المساهمات شديدة الأثر والتي تهدف إلى منح اللاجئين فرصة لتسخير وتطوير مهاراتهم والمساهمة اقتصادياً في المجتمعات المضيفة لهم.