خفض التمويل يهدد التقدم المحرز في مجال صحة اللاجئين
خفض التمويل يهدد التقدم المحرز في مجال صحة اللاجئين

لاجئون من الوافدين حديثاً من السودان يتلقون التطعيمات في مركز استقبال كيرياندونغو في أوغندا في يوليو 2024.
جنيف - حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن الإنجازات المهمة التي تحققت في تفادي الوفيات وتحسين فرص الحصول على الخدمات الصحية للاجئين معرضة للخطر بسبب حالة عدم اليقين الحالية بشأن التمويل.
ويقدم تقرير "المراجعة العالمية السنوية للصحة العامة لعام 2024" والصادر عن المفوضية في بداية أسبوع التحصين العالمي، لمحة عامة عن استجابتها للصحة العامة في 63 دولة، مع تسليط الضوء على الإنجازات والتحديات والأولويات لعام 2025. ويعكس التقرير التقدم المحرز في إطار استراتيجية الصحة العامة العالمية للمفوضية، والتي أطلقت في عام 2021 وتستمر حتى نهاية هذا العام، والتي تؤكد على إدماج اللاجئين بشكل مستدام في أنظمة الصحة الوطنية المعززة والشراكات.
في عام 2024، دعمت المفوضية أكثر من 15.4 مليون استشارة صحية عبر عملياتها، بما في ذلك 8.7 مليون استشارة في 22 دولة باستخدام النظام المتكامل للمعلومات الصحية للاجئين التابع للمفوضية. وتم تقديم 17 بالمائة من الاستشارات للمجتمعات المضيفة. وبقيت نسبة الولادة بمساعدة أخصائيين ماهرين مرتفعة عند 93 بالمائة، مع تقديم الدعم لـ 138 ألف ولادة و735 ألف زيارة ما قبل الولادة. مع ذلك، وحتى قبل الخفض الكبير في المساعدات التي يتم تنفيذها حالياً، أدى نقص التمويل إلى انخفاض بنسبة 7% في الاستشارات وانخفاض بنسبة 12% في عمليات الولادة بمساعدة طبية.
وقال الدكتور ألين ماينا، رئيس الصحة العامة في المفوضية: "لقد تم تحقيق تقدم كبير في تأمين الخدمات الصحية للاجئين والمجتمعات المضيفة. مع ذلك، لا تزال هناك حقائق مثيرة للقلق الشديد. فقد أدى الهبوط في التمويل إلى انخفاض الاستشارات ومحدودية الموارد المخصصة لحالات الطوارئ". وأضاف: "عانت الأنظمة الوطنية من نقص التمويل، وتؤدي الظواهر الجوية المتطرفة إلى تفاقم تفشي الأمراض. وأدت العوائق أمام رعاية التوليد الطارئة إلى 180 حالة وفاة بين الأمهات بين اللاجئين، وكان من الممكن الوقاية من العديد منها".
وعلى الرغم من التقدم المحرز في بعض البلدان، فإن التغطية الشاملة للتطعيم في مرحلة الطفولة بين الأطفال اللاجئين لا تزال أقل من الأهداف العالمية. ففي عام 2024، حققت 36% من البلدان المبلغة ما لا يقل عن 95% من تغطية لقاح الحصبة، بزيادة قدرها 29% عن عام 2023. ويلزم الأمر استمرار الدعم لتعزيز أنظمة التحصين وضمان إدراج جميع الأطفال - بمن فيهم اللاجئون - في برامج التطعيم الوطنية.
وأثر سوء التغذية الحاد على 10 بالمائة من الأطفال اللاجئين، في حين بقيت معدلات التقزم ونقص المغذيات الدقيقة مرتفعة. ومن خلال التركيز على الكشف المبكر والعلاج، تم فحص 2.5 مليون فرد وعلاج 262 ألف طفل من سوء التغذية الحاد.
وبقيت رعاية الصحة النفسة تشكل ركيزة أساسية للخدمات الصحية. وارتفع عدد الاستشارات ذات الصلة إلى 176 ألف استشارة بحلول عام 2024، مقارنة بـ 150 ألف استشارة في العام السابق - مدفوعاً بدمج الصحة النفسية في الرعاية الأولية والاستثمارات في مجال التدريب.
تؤدي الظروف الجوية القاسية والصراعات والنزوح إلى مضاعفة المخاطر الصحية. وفي العام الماضي، تصدت المفوضية لتفشي أمراض الحصبة والكوليرا وحمى الضنك والجدري. وفي مخيمات النازحين في بنغلاديش، ارتفعت حالات الإصابة بحمى الضنك إلى أكثر من 15 ألف حالة، مما استدعى إجراء تقييمات للمخاطر واتخاذ إجراءات متعددة القطاعات. وتمت معالجة تفشي مرض الجدري في إفريقيا من خلال تعزيز المراقبة المجتمعية، وبرامج المياه والصرف الصحي، وإدراج اللاجئين في حملات التطعيم.
وتشكل الأمراض غير المعدية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري مصدر قلق متزايد، حيث تمثل 6% من جميع الاستشارات الخارجية. ودعمت المفوضية وشركاؤها بناء قدرات الموظفين وتعزيز النظم الصحية لتحسين فرص الحصول على الرعاية.
في عام 2024، سيتم توسيع نطاق النهج الصحي العام القائم على المجتمع. وقد تلقى أكثر من 12 ألف عامل مجتمعي في 37 دولة - العديد منهم من اللاجئين أنفسهم - تدريباً على تعزيز الصحة، وأجروا مراقبة للأمراض، وعرّفوا اللاجئين بالخدمات.
عملت المفوضية وشركاؤها على تعزيز إدماج اللاجئين في النظم الصحية الوطنية، وتعزيز التغطية الشاملة. ومن بين المعالم الرئيسية انتقال خدمات الصحة في المخيمات إلى السلطات الوطنية في العراق، ودمج اللاجئين العاملين في المجال الصحي في برنامج التدريب الوطني للممرضات في كينيا، وتسجيل أكثر من 93 ألف لاجئ في الكاميرون في برنامج التغطية الصحية الوطنية.
جددت المفوضية تحذيرها من أن أزمة التمويل الإنساني الحالية، والتي تفاقمت بسبب انخفاض الإنفاق الصحي في البلدان المضيفة، تؤثر على نطاق ونوعية برامج الصحة العامة والتغذية للاجئين والمجتمعات المضيفة.
للمزيد من المعلومات:
- في جنيف، ويليام سبيندلر: [email protected] هاتف: 5998 549 79 41+