إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

المفوضية وشركاؤها يوفرون الرعاية الصحية الطارئة على مدار الساعة للاجئين الروهينغا

قصص

المفوضية وشركاؤها يوفرون الرعاية الصحية الطارئة على مدار الساعة للاجئين الروهينغا

تخدم المراكز ما يقرب من مليون لاجئ من الروهينغا الذين يعيشون في مخيمات مترامية الأطراف.
18 يوليو 2019 متوفر أيضاً باللغات:
5cc0a1c11.jpg
اللاجئة راجوما تحتضن ابنتها الجديدة في مركز للرعاية الصحية الأولية يعمل على مدار 24 ساعة في كوتوبالونغ، بنغلاديش.

في كوخ مسقوف بالبلاستيك في أكبر مخيم للاجئين في العالم، دخلت راجوما في مخاض. وفي حوالي الساعة 11 ليلاً، ازداد ألمها أكثر مما يمكن تحمله - ولكن لحسن الحظ، كانت سبل المساعدة قريبة.

نقلها زوجها محمد أيوب عبر متاهة الأزقة إلى مركز للرعاية الأولية يعمل على مدار 24 ساعة بالقرب من كوتوبالونغ، حيث قدم لها الأطباء والعاملون في مجال التمريض الرعاية التي تحتاجها لعملية ولادة معقدة.

تقول راجوما، وهي تحتضن ابنتها، بعدما ولدت في السابعة من صباح اليوم التالي: "كنت أشعر بالألم ولكنني لم أكن أشعر بالخوف لأنني رأيت جميع الأجهزة ويبدو أن الأطباء والقابلات مدربين تدريباً جيداً". يبدو التعب واضحاً على الشابة البالغة من العمر 18 عاماً ولكنها سعيدة أيضاً.

توفر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق السكان التابع للأمم المتحدة الدعم للمركز الذي يضم 10 أسرّة، ويتم إدارته من قبل شركاء محليين، مثل منظمة البحوث والتدريب والإدارة الدولية ومستشفى غونوشاستايا كيندارا.

العيادة هي واحدة من تسعة مراكز للصحة الأولية التي تدعمها المفوضية، وهي تعمل الآن على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وتقدم خدمات منقذة لحياة اللاجئين الروهينغا مثل راجوما في المخيم. وهناك 14 وظيفة أخرى في مجال الصحة تقدم خدمات نهارية وإحالات للعيادات.

"كنت أشعر بالألم ولكنني لم أكن أشعر بالخوف"

وتخدم هذه المراكز ما يقرب من مليون لاجئ من الروهينغا الذين يعيشون في مخيمات مترامية الأطراف، أكثر من 740,000 منهم فروا من حملة حكومية في ميانمار في عام 2017 بعد عقود من التهميش وسوء المعاملة لهذه الأقلية المسلمة عديمة الجنسية.

وقالت راجوما أنها، بصفتها من الروهينغا، كان من الصعب للغاية الوصول إلى مرافق الصحة العامة في ميانمار. وتقول بأنه بسبب عرقهم، فقد طُلب منهم في كثير من الأحيان دفع رشاوى أو رسوم إضافية للعلاج في العيادات أو المستشفيات العامة، والتي لم تتمكن أسرتها تحملها.

وتتذكر قائلة: "ماتت إحدى صديقاتي أثناء ولادة طفلها الأول في ميانمار، حيث لم تتمكن من الوصول إلى العيادة العامة. ولم تكن القابلة التقليدية التي ساعدت في الولادة المنزلية متدربة من الناحية الطبية".

منذ أن بدأت أزمة اللاجئين الروهينغا منذ ما يقرب من عامين، عملت المفوضية وشركاؤها من المنظمات غير الحكومية وغيرها من وكالات الأمم المتحدة عن كثب مع وزارة الصحة ورعاية الأسرة في بنغلاديش والسلطات المحلية من أجل زيادة مساعداتهم لتوفير الرعاية الصحية الأساسية للاجئين.

في عام 2018، وفرت مرافق الرعاية الصحية الأولية المدعومة من المفوضية 482,000 استشارة للاجئين في المخميات دون مقابل. كما دربت المفوضية وشركاؤها 309 لاجئاً كمتطوعين في مجال الصحة المجتمعية، والذين يذهبون من منزل إلى منزل لرفع مستوى الوعي بقضايا الصحة والتغذية.

وقد تمثل الانجاز الأكبر في توسيع الخدمات لتوفير الرعاية الصحية خلال الليل، بمساندة خدمة إسعاف على مدار الساعة متاحة من خلال إحالات طبية، لنقل اللاجئين المصابين بأمراض خطيرة إلى خدمات المستشفيات خارج مخيمات اللاجئين، فيما تقوم المفوضية بتغطية التكاليف المترتبة على ذلك في المرافق الواقعة خارج المخيم.

يقول أوسكار سانشيز بينيرو، المنسق الفني الميداني للمفوضية في كوكس بازار: "تعتبر مراكز الرعاية الصحية الأولية العمود الفقري لاستجابتنا الصحية. وتوفر المرافق العاملة طوال الليل خدمة حيوية للاجئين هنا في كوتوبالونغ.

وأضاف: "كان هناك ما لا يقل عن سبع وفيات توليدية داخل المخيم بسبب مضاعفات المخاض. . . لذلك فإن هذه المراكز مهمة جداً لتمكين اللاجئات من الولادة بأمان".

"توفر المرافق العاملة طوال الليل خدمة حيوية للاجئين هنا في كوتوبالونغ"

وعلى الرغم من المستويات القياسية للنزوح في جميع أنحاء العالم واستمرار تدفق اللاجئين، تم دعم حوالي 10.5 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم من خلال خدمات الصحة العامة من قبل المفوضية وشركائها في العام الماضي، وذلك وفقاً للدراسة السنوية الشاملة للصحة العامة للمفوضية، الصادرة اليوم.

إن الاستثمار في الرعاية الصحية الذي توفره جميع الوكالات الإنسانية له تأثير مهم على مخيمات اللاجئين في جنوب بنغلاديش، حيث انخفض معدل الوفيات - المستخدم في تحديد معدلات الوفيات للفرد - بنسبة هائلة بلغت 70% في عام 2018 مقارنة بالعام السابق.

وتقول ساندرا هارلاس، كبيرة مسؤولي الصحة العامة في المفوضية: "لقد حققنا تقدماً هائلاً في توفير الرعاية الصحية لكل من يحتاج إليها، وتمثل ذلك بإنقاذ الأرواح وإحداث فارق يومي". وأضافت: "في ميانمار، كانت معظم النساء تلد في المنزل نظراً لندرة المراكز الصحية. وكانت معدلات التطعيم منخفضة للغاية وكان هناك أيضاً مستويات عالية من سوء التغذية الحاد. لا يزال هناك عمل يتعين القيام به، حيث أن ثلث النساء فقط يلدن في منشأة صحية. نحن نعمل مع اللاجئين كشركاء ويشاركون في العمل في مجال التواصل مع المجتمع وينضمون إلى اللجان الصحية، وهو أمر يساعدنا على فهم احتياجات اللاجئين بشكل أفضل ومعالجتها معاً. ويعتبر تغيير سلوك البحث عن سبل الصحة عملية طويلة، لكن عندما يتحدث اللاجئون مع نظرائهم من اللاجئين فالأمر يصبح أكثر سهولة".

وبالعودة إلى المركز الصحي في كوتوبالونغ، تستقر حالة راجوما وابنتها المولودة حديثاً في ليلتها الثانية في العيادة تحت إشراف الممرضة سرمين أكتار، والتي تقول: "لا يزال عدد من المرضى يحملون آثار العنف في ميانمار. الخدمة في هذا المركز الصحي هي أكثر من مجرد وظيفة بالنسبة لي. لا يمكن لحالات الطوارئ انتظار شروق الشمس، لذا فإن العيادات الليلية منقذة لهم".

في تلك الأثناء، تعبر راجوما عن امتنانها للرعاية التي تلقتها، وتقول: "أعتقد أنني كنت محظوظة لأنني تلقيت الرعاية والمودة هنا. عندما وصلنا إلى بنغلاديش، شهدنا تغييراً كبيراً في حياتنا. وأعتقد الآن بأن خطر الموت بات بعيداً عن الأمهات وأطفالهن أثناء الولادة".