إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

تفاقم المصاعب التي يواججها اللاجئون الأكبر سناً وسط فيروس كورونا

قصص

تفاقم المصاعب التي يواججها اللاجئون الأكبر سناً وسط فيروس كورونا

الأوبئة وتأثيرها على كبار السن هي محور اليوم العالمي لكبار السن لهذا العام والذي يقع في 1 أكتوبر.
2 أكتوبر 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5cdbefc34.jpg
امرأة مسنة تجلس في قاعة حيث ينتظر اللاجئون الناطقون بالإنجليزية من الكاميرون نقلهم إلى مخيم أغادوم للاجئين في أوغوجا، نيجيريا، أبريل 2019.

سان خوسيه، كوستاريكا - على الرغم من معاناتها من مشاكل في الركبة وارتفاع ضغط الدم، اعتادت طالبة اللجوء النيكاراغوية إسبيرانزا* البالغة من العمر 69 عاماً على الاستيقاظ عند الفجر كل يوم للعمل في حصاد القهوة وإعالة أسرتها في كوستاريكا.

تقول الجدة التي لديها عشرة أحفاد واضطرت للفرار من نيكاراغوا في عام 2018 بعد حملة شنتها الحكومة ضد الاحتجاجات هناك: "التقدم بالسن يجعل من الصعب القيام بأنواع معينة من الوظائف من أجل وضع لقمة على المائدة". وأضافت: "حصاد القهوة يتطلب مجهوداً جسدياً كبيراً، وبالنسبة لشخص في عمري فإنه من الصعب جداً أن أعمل هناك في الحقول طوال اليوم، فأحياناً أتجمد وأرتجف تحت زخات المطر الغزير. لو كنا أصغر سناً، فالأمر سيكون أسهل".

بالنسبة لكبار السن القادمين بحثاً عن الأمان في بلد أجنبي، فإن الحياة كانت أصلاً "صراعاً يومياً" بالنسبة لإسبيرانزا وزوجها، واللذين اضطرا للفرار أيضاً إلى كوستاريكا. والآن وفي ظل فيروس كورونا، فقد ازداد هذا الوضع صعوبة.

ومع بدء إجراءات الإغلاق، فقد تجمد عمل إسبيرانزا وتراجعت هي وزوجها عن سداد إيجار الغرفة التي استأجراها وتم تهديدهما بالطرد.

"التقدم بالسن يجعل من الصعب القيام بأنواع معينة من الوظائف من أجل وضع لقمة على المائدة"

قدمت المفوضية لهما المساعدة اللازمة لدفع مستحقات الإيجار والحفاظ على سقف فوق رؤوسهما.

يشكل طالبو اللجوء الأكبر سناً مثل إسبيرانزا حوالي أربعة بالمائة من جموع الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية في جميع أنحاء العالم. من الأمريكتين، إلى إفريقيا وآسيا، يفيد كثيرون بأن الحياة الصعبة أصلاً بالنسبة لهم تزداد صعوبة مع تفشي الوباء.

في جنوب نيجيريا، تلقى اللاجئ جيمس أوروك، البالغ من العمر 68 عاماً، مساعدة مالية من ابنه في الصين منذ فراره من العنف في الكاميرون في فبراير من العام الماضي. ولكن بما أن عمل ابنه قد تأثر نتيجة للوباء، فإنه لم يعد يتلقى التحويلات المالية التي كان يعتمد عليها.

وقال جيمس وهو يتحدث في مخيم يقع في ولاية كروس ريفر، حيث وفرت المفوضية المعلومات والدعم الخاص بالنظافة للحماية من فيروس كورونا: "لقد قفزت الأمور (الأسعار) للتو". بالإضافة إلى ذلك، وزعت المفوضية بذور الفلفل والبامية واليقطين والتي يمكن زراعتها وحصادها في غضون شهر لتكملة الغذاء.

ويضيف: "ندعو الله ألا يستمر الوباء، وإلا فإن البعض منا لن يتمكن من الصمود".

الأوبئة وتأثيرها على كبار السن مثل إسبيرانزا وجيمس هي محور اليوم العالمي لكبار السن لهذا العام والذي يقع في 1 أكتوبر.

"يعرض الوباء كبار السن لمخاطر أكبر كالفقر والتمييز والعزلة"

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في مايو الماضي: "إن وباء فيروس كورونا يتسبب بحالة لا توصف من الخوف والمعاناة لكبار السن في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى تأثيره الصحي المباشر، فإن الوباء يعرض كبار السن لمخاطر أكبر كالفقر والتمييز والعزلة. ومن المرجح أن يكون له تأثير فادح بشكل خاص على كبار السن في البلدان النامية.

من بين اللاجئين الأكبر سناً والذين يعانون من الفقر والتمييز، الطباخ السلفادوري فرانسيسكو، والبالغ من العمر 69 عاماً، حيث اضطر للفرار إلى غواتيمالا المجاورة بعد أن قتل أفراد عصابات الشوارع زوجته وابنه أمام عينيه.

في غواتيمالا، تمكن فرانسيسكو من العثور على وظيفة له، لكن العمل توقف أثناء الوباء. وعندما عاد إلى العمل بعد تخفيف القيود الصحية المفروضة، قالت له مديرته بأن خدماته لم تعد ضرورية.

وقال: "أعتقد أنها كانت حالة تمييز ضدي بسبب عمري". بعد ذلك، لجأ فرانسيسكو إلى الطريقة الوحيدة لكسب العيش التي يمكنه التفكير بها، وهي بيع الطعام الذي يعده في غرفته الصغيرة المستأجرة، وذلك كجزء من برنامج تدعمه المفوضية من خلال شركائها في غواتيمالا.

وقال فرانسيسكو: "لم أتخيل أبداً الاضطرار إلى عمل شيء كهذا. كان علي أن أبدأ من جديد. وفي سني، فإنه من الصعب العثور على عمل".

"كان علي أن أبدأ من جديد. وفي سني، فإنه من الصعب العثور على عمل"

يتعرض الملايين من كبار السن في جميع أنحاء العالم لمخاطر الوفاة من فيروس كورونا أكثر من غيرهم، وقد خفض الكثيرون من مستوى تواصلهم الاجتماعي للتقليل من فرص الإصابة.

بالإضافة إلى قلقه على صحته، يشعر اللاجئ البوتاني بادما لال تيمسينا، البالغ من العمر 84 عاماً، بالقلق لأنه يبتعد أكثر فأكثر عن الدعم الأسري الذي يعد مهماً جداً بالنسبة له في سن الشيخوخة، في مخيم بيلدانجي للاجئين في نيبال.

في السابق، كان محاطاً بأسرة كبيرة مكونة من 14 شخصاً في المخيم الذي يعيش فيه منذ عام 1991. لكن تسعة من أقاربه أعيد توطينهم في بلد ثالث والبعض الآخر لا يزال يعيش في جزء آخر من المخيم.

وقال: "قبل مجيء هذا المرض إلى هنا، كنا نستمتع بوقتنا حيث نجتمع حول الشجرة ونتحدث ونتبادل النكات على فنجان من الشاي. أما الآن فنحن محاصرون في منازلنا".

حثت الأمم المتحدة الحكومات على توجيه السياسات وغيرها من التدابير لرفع مستوى الوعي بالاحتياجات الخاصة لكبار السن. في الوقت نفسه، تطالب بالاعتراف بالمساهمات التي يقدمها كبار السن لصحتهم والاستجابات الأوسع نطاقاً للوباء.

ساهم في المعلومات أوستن راميريز رييس في سان خوسيه، كوستاريكا؛ وأليسيا ألفاريز خيل في مدينة غواتيمالا؛ وديبيش داس شريستا في داماك، نيبال؛ وتوني أسيه في نيجيريا. كتابة القصة: تيم غاينر وماثيو مبوك بيغ.

*تم تغيير الاسم لأسباب تتعلق بالحماية.