إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

اللاجئات الناجيات من الانتهاكات الجنسية يجدن المساعدة في رواندا

قصص

اللاجئات الناجيات من الانتهاكات الجنسية يجدن المساعدة في رواندا

منذ ديسمبر 2018، أجلت المفوضية ما يقرب من 2,000 لاجئ وطالب لجوء من ليبيا.
29 يوليو 2020 متوفر أيضاً باللغات:

تحدق سمراويت* في المسافة بينما يعبث الهواء بوشاحها الملفوف حول وجهها متشبثة بجسمها مع هبوب رياح قوية من بحيرة ميراي الواقعة في شرق رواندا.


المحيط الحالي للاجئة الإريترية البالغة من العمر 20 عاماً هادئ ويبعث على الارتياح – وهو بعيد كل البعد عن الأهوال التي عايشتها أثناء احتجازها على أيدي المهربين في ليبيا، حيث تعرضت للتعذيب والضرب والاغتصاب لمدة عامين تقريباً.

تقول بهدوء: "لا يمكنني تحمل ذكريات ما عشته في ليبيا. أشعر بالتوتر الشديد أحياناً بسبب ما مررت به".

تم إجلاء سامرويت إلى رواندا في أكتوبر الماضي، إلى جانب 123 لاجئاً آخر ممن كانوا في ليبيا. ويعيش حالياً حوالي 258 طالب لجوء - معظمهم من الإريتريين والصوماليين والسودانيين - في مركز عبور غاشورا، الواقع على بعد 55 كيلومتراً من العاصمة كيغالي.

غادرت سمراويت إريتريا بعد رحيل قريب لها كان قد فر من التجنيد العسكري خوفاً على حياته. ومع عدم وجود أي من أفراد أسرتها في البلاد، شعرت بالتهديد وباحتمال تجنيدها قسراً هي الأخرى، لتقرر الفرار. أثناء بحثها عن الأمان، تم اختطافها ونقلها من قبل مهربي البشر إلى بلدة في السودان بالقرب من الحدود مع ليبيا.

تقول وهي تبكي بهدوء: "أخذونا بداية بالقوة ثم اغتصبونا. هددونا بالسكاكين. كيف لي أن أنقذ نفسي؟".

تم احتجاز سمراويت لمدة شهرين في معسكر للمُتجِرين في الكفرة، الواقعة في جنوب شرق ليبيا، حيث طلب خاطفوها في البداية مبلغ 6,000 دولار أمريكي من أجل إطلاق سراحها. تم شراؤها وبيعها من قبل مجموعات مختلفة من المتجرين والمهربين، قبل أن ينتهي بها المطاف في بلدة بني وليد، الواقعة في الشمال الغربي، حيث تم احتجازها لمدة ثمانية أشهر أخرى.

تكاد تبكي وهي تستذكر الظروف المروعة التي كان يواجهها الأسرى هناك.

"لقد فعلوا أشياء رهيبة"

تقول: "كان المكان مزدحماً للغاية، وكان عليك النوم على جانبك. كانوا يقدمون لنا طبقاً واحداً من المعكرونة العادية غير المطبوخة جيداً كل يوم. كنا دائماً جائعين".

وتضيف أنه بالكاد كان لديهم ما يكفي من الماء وأن المراحيض كانت مزرية: "لقد كانت قذرة وسيئة للغاية، خاصة بالنسبة للنساء، لأنه خلال فترة المحيض لم نتمكن من الاغتسال".

وأضافت بأن المتجرين كانوا يطالبون بالحصول على المال ثم يضربونهم ويعذبونهم: "لقد فعلوا أشياء فظيعة. كانوا يضربوننا بخراطيم مطاطية ويغتصبون النساء في العراء أو بجانب السيارات.

تشد سمراويت على يديها وهي تستذكر كيف كانوا يعذبون الأسرى الذكور: "كانوا يذوبون البلاستيك ويحرقون أيديهم وفي بعض الأحيان يربطونهم ويغرقون رؤوسهم تحت الماء".

يفصل تقرير نشرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومركز الهجرة المختلطة في مجلس اللاجئين الدنماركي، بعنوان "في هذه الرحلة، لا أحد يهتم إذا كنت ستعيش أو تموت"، كيف يموت مئات اللاجئين والمهاجرين كل عام بسبب رحلات يائسة يقومون بها من غرب وشرق إفريقيا باتجاه وعبر ليبيا ومصر.

ويتكبد آلاف آخرون تجاوزات وانتهاكات خطيرة تمس حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل والتعذيب والابتزاز والعنف الجنسي والعمل القسري على أيدي المهربين والمتجرين والميليشيات وبعض سلطات الدولة.

في قائمة للتوصيات، دعت المفوضية ومركز الهجرة المختلطة الدول إلى بذل المزيد من الجهد لتحديد وحماية الناجين من الانتهاكات على الطرق ومحاسبة مرتكبي هذه الأفعال، بما في ذلك من خلال الملاحقات الجنائية والعقوبات.

أُجبرت سمراويت على التواصل مع عائلتها الممتدة، والتي بدورها اتصلت بأخيها الأكبر. وقد جمعوا معاً ما مجموعه 12,000 دولار أمريكي لتغطية مبلغ فديتها وتأمين مساحة لها على متن قارب متجه إلى أوروبا.

وبينما تروي ما حدث، تشد على سوار ملون حول معصمها وتقول: حصلت على هذا من صديق لي في ليبيا. لقد صنعه لي"، مضيفة أنه بقي في أحد مراكز الاحتجاز: "أنا قلقة حقاً بشأنه لأنني أعرف مدى سوء الوضع هناك".

تروي بوضوح كيف أخذ المهربون 350 منهم أخيراً إلى ساحل البحر المتوسط ​​لمحاولة العبور بهم إلى أوروبا.

تقول: "غادرنا عند منتصف الليل وبعد ساعات قليلة بدأ القارب في الغرق".

توفي حوالي 150 شخصاً في الحادث – وكانت واحدة من أكثر حوادث غرق السفن فتكاً في السنوات الأخيرة. من بين جميع الناجين، كانت هناك أربع نساء فقط، من بينهم سمراويت: "لحسن الحظ، تمكنت من السباحة ولكن لا يمكنني القول أنه بسبب ذلك نجوت بل كان ذلك بفضل الله"، مضيفة أنها سبحت لأكثر من ثماني ساعات، وانتهى بها المطاف على الشواطئ الليبية.

عثرت عليهم السلطات الليبية هناك وتم وضعهم في مركز احتجاز رسمي كان يمكن للمفوضية الوصول إليه.

تم تسجيلهم من قبل المفوضية وهم في حالة من التعب والخوف والجوع وحصلوا على الإسعافات الأولية لهم. تم إخضاعهم بعد ذلك إلى عملية تقييم للوضع لتحديد الأشخاص الأشد ضعفاً منهم. ونظراً للعدد المحدود من أماكن الإجلاء وإعادة التوطين المتاحة، فإنه عادة ما يتم بذل الجهود لإعطاء الأولوية لمن هم في أمس الحاجة إليها، بما في ذلك في أغلب الأحيان الأطفال غير المصحوبين والناجين من التعذيب وغير ذلك من الانتهاكات والأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج طبي عاجل.

"نحدد احتياجاتهم ونربطهم بالعاملين الاجتماعيين لتقديم المشورة لهم"

كانت سمراويت من بين الأشخاص الذين تم تحديدهم على أنهم من الفئات الضعيفة للغاية وتم إجلاؤهم إلى رواندا حيث تقدم لهم المفوضية والوكالات الشريكة المساعدة المنقذة للحياة، بما في ذلك الطعام والمياه والرعاية الطبية والدعم النفسي والاجتماعي والسكن.

وتوضح مارغريت ماهورو، منسقة التعليم وسبل كسب العيش لدى اللجنة الأمريكية للاجئين، وهي أحد شركاء المفوضية، أهمية هذا الدعم، قائلة: "نحدد احتياجاتهم ونربطهم بالعاملين الاجتماعيين للحصول على المشورة. عندما يحتاجون إلى علاج خاص، نحيلهم إلى الأطباء، بمن فيهم الأطباء النفسيون".

تم منح الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وضع طالب اللجوء في رواندا حيث يتم تقييم حالاتهم والنظر في مزيد من الحلول لهم.

منذ ديسمبر 2018، أجلت المفوضية ما يقرب من 2,000 لاجئ وطالب لجوء من ليبيا. ولا يزال حوالي 2,500 لاجئ ومهاجر في حالة من الضعف الشديد داخل مراكز الاحتجاز الرسمية.

منذ وصولها، تحدثت سمراويت مع شقيقها مرتين وأكدت له على سلامتها. وتقول عن محنتها الطويلة: "أشعر بالارتياح لأنني لم أحمل أو أصبت بمرض جنسي. هناك فارق كبير الآن، كالمسافة بين السماء والأرض".

بينما تأمل في أن يتم لم شملها مع شقيقها، تركز سمراويت على تعافيها وقد أخذت دروساً في اللغة الإنجليزية وتفكر في التسجيل في دورة للخياطة: "أحتاج إلى أحرك ذهني بدلاً من القلق وتذكر الأشياء السيئة التي حدثت".

تم إعادة توطين سمراويت في السويد كجزء من برنامج المفوضية لإعادة توطين اللاجئين الأشد عرضة للخطر.

* تم تغيير الإسم لأسباب تتعلق بالحماية.