إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

المفوضية تمنح "جائزة الابتكار" السنوية للاجئ سوري

قصص

المفوضية تمنح "جائزة الابتكار" السنوية للاجئ سوري

فاز عماد العبد الله بجائزة المفوضية عن مشروع مبتكر يساعد الأطفال الضعفاء على التغلب على الصدمات المرتبطة بالتجارب السابقة.
24 فبراير 2021 متوفر أيضاً باللغات:

عندما وصل عماد العبد الله إلى السويد هربًا من النزاع القائم في وطنه، توقع أن يخوض حياة جديدة مرتكزاً على دراسته وخبرته كمهندس في سوريا. ولكن على الرغم من الأمان الذي تنعم به في بلده الجديد، فقد طاردته المعاناة النفسية التي تكبدها أثناء الحرب في سوريا، ليتم تشخيص حالته على أنه يعاني من "اضطراب ما بعد الصدمة".


وقال المهندس البالغ من العمر 36 عامًا، متحدثًا عن الصراع الذي اندلع قبل 10 سنوات: "كانت المعاناة من اضطراب ما بعد الصدمة أصعب من تجربة الحرب نفسها. كنت أستخف بقضايا الصحة النفسية، ولكن ما تعلمته من التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة هو أن صحتك النفسية هي مفتاح كل شيء".

في كثير من الأحيان، يمكن للأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة أن يعيشوا مجدداً التجارب المؤلمة التي مروا بها من خلال الكوابيس والذكريات اللاإرادية والتي يمكنها أن تعطل بدرجة كبيرة الحياة اليومية لأي شخص.

بدأ عماد في دراسة علم النفس لمساعدة نفسه على التعافي من الأزمة التي لحقت به. وبعد ذلك بوقت قصير، انطلق في مسعاه لاستكشاف ما يمكنه فعله لمساعدة أقرانه من اللاجئين الشباب، وخاصة الأطفال منهم، والذين تعرضت صحتهم النفسية للمعاناة أيضًا نتيجة للتجارب التي مروا بها، ليتوصل إلى الحل، وهو منظمة "Hero2B".

تعمل المنظمة غير الربحية التي تأسست في عام 2016 على إحداث أثر إيجابي على الصحة النفسية ورفاه الأطفال الأكثر ضعفًا في المجتمع.

وتحت شعار "كل طفل يستحق أن يشعر بأنه بطل وليس ضحية"، تجمع المنظمة في عملها بين سرد القصص وعلم النفس والتكنولوجيا باستخدام أدوات مبتكرة تم تطويرها خصيصًا لانخراط الأطفال في تعلم كيفية التغلب على التحديات التي يمكنهم أن يواجهوها وبناء مستقبل سليم لأنفسهم.

"هذا هو المكان الذي تظهر فيه قوة القصص، إذ نتحول فجأة من مستشارين إلى أصدقاء"

ويروي كتاب "رحلة سارة"، والذي طوره عماد رقمياً برفقة أطفال وأخصائيين في مجال علم النفس، قصة فتاة لاجئة تتغلب على التحديات على طول رحلتها التي قامت بها للوصول إلى بر الأمان. قبل مجيء وباء فيروس كورونا، دأب عماد وأحد المعلمين في "Hero2B" على زيارة الصفوف المدرسية لإجراء جلسات تهدف لبحث مواضيع مثل التعاطف والتمكين.

يقول عماد: "هذا هو المكان الذي تظهر فيه قوة القصص، إذ نتحول فجأة من مستشارين إلى أصدقاء".

بفضل هذا الأسلوب، فقد تغيرت حياة الطفلة يارا * البالغة من العمر سبع سنوات، والتي وصلت إلى السويد من سوريا برفقة والديها في عام 2015.

في أعقاب وصولهم عن طريق البحر إلى أوروبا، بدأت يارا تشعر بالخوف من الماء. وبمجرد وصولهم إلى السويد، باتت تتجاوز دروس السباحة في المدرسة.

بالإضافة إلى ذلك، وبحسب أمينة *، والدة يارا، فقد كانت ابنتها تخجل من كونها لاجئة، وهو الأمر الذي كان له تأثير مثبط على تطورها.

وقالت أمينة: ​​"كنا سعداء للغاية بعد وصولنا إلى بر الأمان. لكن تجربتنا تغيرت عندما بدأنا نعيش مع حالة عدم اليقين بشأن ما قد يخبئه لنا المستقبل، وبدأت آثار تجاربنا مع الحرب ورحلة اللجوء تطفو على السطح".

ساعدت أساليب سرد القصص لدى "Hero2B" يارا على التكيف تدريجيًا مع التجارب المؤلمة التي تعرضت لها وعلى كيفية التعامل معها. وقد أذهلت بقوة الشخصية الرئيسية في "رحلة سارة" حيث أنها تمكنت من التواصل مع عناصر طبيعية.

"كان لديها قدوة تشبهها"

وقالت أمينة: ​​"تكن يارا الاحترام لسارة وقد بدأت تخبر أصدقاءها في المدرسة أن لديها قدوة يحتذى بها تشبهها وكانت لاجئة أيضاً". ساعدت شخصية سارة الخيالية يارا على مواجهة خوفها من الماء وبدأت تحضر دروس السباحة.

وقالت أمينة: ​​"ساعدت كتب وأفلام المنظمة يارا على تعزيز ثقتها بنفسها".

عندما انتشر الوباء، اضطر عماد للتكيف مع الوضع. وقد كادت حقيقة عدم قدرته على العمل في المدارس أن تشكل انتكاسة بالنسبة له، لكنه تمكن من تصميم مشروع تجريبي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والأفلام وأدوات التعلم عبر الإنترنت للتفاعل مع الأطفال والعائلات. لا تزال النماذج التي يحتذى بها أمراً أساسياً، لكن عماد قال إنه يمكن للعائلات الآن مناقشة قضايا الاندماج في مجتمعهم الجديد داخل منازلهم.

وقد اجتذب التركيز على الصحة النفسية والتحول إلى الأساليب الرقمية انتباه المفوضية، والتي أنشأت جائزة الابتكار السنوية في عام 2018 للتشجيع على الابتكار بين المنظمات غير الحكومية العاملة مع اللاجئين. في شهر ديسمبر، منحت المفوضية الجائزة لمنظمة "Hero2B"، والتي يتم تقديمها مع جائزة نقدية قدرها 15,000 دولار أمريكي. وسوف يستخدم عماد أموال الجائزة لتطوير مؤسسته بشكل أكبر.

ووفقًا للجائزة، فإن "تركيز منظمة "Hero2B" على الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في غاية الأهمية في الوقت الذي تؤثر فيه حالة عدم اليقين والعزلة والقلق بشدة على مجتمعات اللاجئين ... خاصة الأطفال منهم".

يكرس عماد نفسه في الوقت الحالي لمنظمته على شكل دوام كامل ويخطط لأن تصبح يوماً ما مزودًا عالميًا لوسائل الدعم النفسي والاجتماعي الرقمية.