إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

تنظيم الأوضاع القانونية للمهجرين الفنزويليين يفتح لهم آفاقاً جديدة

قصص

تنظيم الأوضاع القانونية للمهجرين الفنزويليين يفتح لهم آفاقاً جديدة

تنظيم الأوضاع القانونية يعود بالفوائد ليس فقط على المهجرين أنفسهم بل أيضاً على المجتمعات المضيفة لهم التي يلتمسون فيها الأمان.
23 يونيو 2021 متوفر أيضاً باللغات:
60d2fada3.jpg
يصارع كل من خوسيه سوتو وماريا خوسيه ميركادو لكسب لقمة العيش في الإكوادور بسبب وضعهما غير النظامي.

في المنزل الصغير الذي تعيش فيه ماريا خوسيه ميركادو وخوسيه سوتو مع أطفالهما الثلاثة في بلدة إيبارا الحدودية الإكوادورية، فإن الخط الفاصل بين العمل والحياة المنزلية يكون ضبابياً.


فقد حوّل الزوجان الفنزويليان، واللذان غادرا بلادهما قبل عامين وسط نقص في المواد الغذائية والدواء وتفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية وحقوق الإنسان، المسكن الذي استأجراه إلى ورشة عمل يعمل فيها الأم والأب، ويلعب فيها الأطفال أحياناً، لكسب الرزق للأسرة بأكملها.

يرسم خوسيه، والذي كان يعمل كفنان في وطنه، على القماش الذي تعده ماريا خوسيه، بينما يسهم أطفال الزوجين، والذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 6 و 5 سنوات، في بعض الأحيان بضربات صغيرة بالفرشاة. تبيع العائلة منتجاتها النهائية في الأسواق المحلية، لكن وضعها غير النظامي قد حال دون ارتقاء أفرادها بأعمالهم إلى مستوى أعلى.

وقالت ماريا خوسيه، البالغة من العمر 28 عاماً: "تسوية الوضع القانوني أمر حيوي – وهو ما نحتاج إليه لتحقيق الاستقرار والهدوء". وأضافت أنه بدون ذلك فإنهم لن يتمكنوا من الحصول على الرقم الضريبي الذي سيحتاجون إليه لبيع لوحاتهم في المتاجر: "من شأن ذلك مساعدة أطفالي. إنهم في المدرسة ولكنهم بحاجة إلى بطاقة هوية من أجل الحصول على شهاداتهم".

توشك أحلام ماريا خوسيه في تنظيم وضعها القانوني أن تتحقق. فقد أعلنت الإكوادور مؤخراً عن خطة لتوسيع نطاق الأوضاع القانونية لما يقرب من 50 بالمائة مما مجموعه 430 ألف لاجئ ومهاجر فنزويلي في البلاد، وذلك وفقاً لتقديرات المنصة المشتركة بين الوكالات للاجئين والمهاجرين الفنزويليين. ولن تزيل الخطة الحواجز العملية للوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم فحسب، والتي يتم منحها بغض النظر عن الوضع القانوني، بل إنها ستزيل أيضاً الحواجز التي تقف في وجه ريادة الأعمال وسوف تفتح الباب للاندماج الكامل.

في كولومبيا المجاورة، سوف تمنح عملية مماثلة تم إطلاقها مؤخراً وضع الحماية المؤقتة للعديد من الفنزويليين في البلاد والبالغ عددهم 1.7 مليون شخص.

"بدون الوثائق اللازمة، فإنه يتم رفضنا"

بالنسبة ليوهانا براكامونتي، وهي أم لخمسة أطفال وتبلغ من العمر 37 عاماً والتي نقلت أطفالها إلى مدينة بارانكيا الكولومبية منذ ما يقرب من خمس سنوات، فإن وضع الحماية المؤقتة سوف يعني أن أطفالها الذين ابتعدوا عن المدرسة منذ مغادرتهم فنزويلا، سيكونون قادرين على الحصول على التعليم الذي يحتاجونه لبناء مستقبل أفضل لأنفسهم. وتأمل أيضاً أن يخفف ذلك من آلامها المزمنة، فهي تعاني من وجود أكياس في المبيض تتطلب عملية جراحية، ومن دون الوثائق المناسبة، لن تتمكن من إجرائها.

وقالت يوهانا، وهي غير قادرة على العمل بشكل قانوني وتكسب لقمة عيشها من خلال البحث في القمامة عن المواد القابلة لإعادة التدوير: "تنظيم إقامتنا في كولومبيا أمر مهم للغاية لأننا بالكاد نستطيع الوصول إلى أي شيء بدون ذلك…. كالرعاية الصحية والتعليم والتوظيف. بدون الوثائق اللازمة، فإنه يتم رفضنا".

خلال رحلته الأخيرة إلى المنطقة والتي اشتملت على زيارات إلى بنما وكولومبيا والإكوادور، أشاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، بالجهود المبذولة لتسوية أوضاع المهجرين الفنزويليين، قائلاً: "على الرغم من الوباء والعديد من التحديات الأخرى، فقد شهدنا خطوات إيجابية نحو الادنماج والحلول".

وفي حدث تم إجراؤه في العاصمة الكولومبية بوغوتا بمناسبة يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف 20 يونيو، وصف غراندي قرار الحكومة بتنفيذ نظام الحماية المؤقتة بأنه "ذو رؤية ومثال على الإنسانية والبراغماتية". كما أشاد غراندي بالجهود المماثلة التي يتم بذلها في الإكوادور والبيرو وجمهورية الدومينيكان.

وقال: "من خلال تنظيم الأوضاع، يتم ضمان الوصول إلى الحقوق الأساسية. هذه المبادرات المختلفة، والتي يمكن أن تعود بالفائدة على ما يصل إلى 3 ملايين فنزويلي، يجب أن تكون بمثابة نموذج للتضامن وإدماج اللاجئين على المستوى العالمي".

وشدد غراندي على أن تنظيم الأوضاع القانونية يعود بالفوائد ليس فقط على المهجرين أنفسهم بل أيضاً على المجتمعات المضيفة لهم التي يلتمسون فيها الأمان.

وقالت ماريا خوسيه، وهي أم فنزويلية في إيبارا: "إننا نأتي بخبرتا"، مضيفة أنها عملت في فنزويلا كمعلمة في مدرسة ابتدائية و "ترغب في رد الجميل" لمجتمعها المضيف من خلال العمل في المجال الذي اختارته.

وقد أيدها زوجها خوسيه، والذي طور أعمال الرسم الخاصة به من خلال برنامج تنفذه المفوضية وشريكها HIAS والذي يوفر لرواد الأعمال المحتملين رأس المال الأولي والمشورة التجارية، وقال: "إننا نأتي بخبرتنا إلى الإكوادور ونتعلم أيضاً أشياء جديدة من البلد".

"إذا تمكنا من العودة إلى بلدنا فنزويلا، فسوف نأخذ معنا ما تعلمناه هنا".

اقرأ أيضاً: برودة الشتاء تزيد من مشقة المهجرين الفنزويليين في نصف الكرة الجنوبي