المفوضية تحذر من خطر تقويض التقدم المحرز على مدى سنواتٍ في مجال حماية وإدماج النازحين قسراً في كولومبيا
المفوضية تحذر من خطر تقويض التقدم المحرز على مدى سنواتٍ في مجال حماية وإدماج النازحين قسراً في كولومبيا

موظفو المفوضية يقدمون مساعداتٍ إغاثيةً للمجتمعات النازحة داخلياً في تشوكو، كولومبيا، عَقِب الفيضانات الشديدة وتصاعد العنف في المنطقة.
جنيف - مع تصاعد العنف وتزايد الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء كولومبيا، تُحذّر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أنّ سنوات من التقدم في حماية ودمج النازحين أصبحت مُعرّضة للضياع، وأنّ الفئات الأكثر ضعفاً – أي الأطفال والنساء والأسر النازحة – ستدفع الثمن الأعلى لذلك؛ إذ قد يُجبر اللاجئون والنازحون داخلياً على النزوح مجدداً بحثاً عن الأمان والاستقرار، بينما لن يجد العائدون ظروفاً للاستقرار مجدداً.
تعيش في كولومبيا واحدةٌ من أكبر مجموعات النازحين قسراً في العالم، حيث يوجد في البلاد أكثر من 7 ملايين نازح داخلياً، ونحو 3 ملايين لاجئ ومهاجر فنزويلي، وأكثر من 500,000 عائد كولومبي.
لسنواتٍ، كانت كولومبيا ركيزة من ركائز التضامن الإقليمي مع الفارين من العنف وعدم الاستقرار. ومع ذلك، ونظراً لنضوب التمويل، تُضطر المفوضية إلى تعليق خدماتها الأساسية في البلاد، مما يُهدد بإبطال التقدم الذي تحقق على مدى سنوات، وترك الفئات الأكثر ضعفاً دون الدعم الذي هم في أمسّ الحاجة إليه.
تتعرض البرامج الرئيسية التي تدعم المجتمعات المتضررة من النزاع، وتتيح العودة الآمنة للأسر النازحة داخلياً، وتنظّم المآوي الحضرية غير الرسمية للتقليص أو الإيقاف. وتُقوّض هذه الخطوات التقدم المُحرز نحو تعزيز الاستقرار، والاندماج المحلي، والاعتماد على الذات لدى اللاجئين والنازحين داخلياً.
تتجلى عواقب فجوة التمويل بشكل حاد في منطقة كاتاتومبو على طول الحدود بين كولومبيا وفنزويلا، والتي مزقتها النزاعات، حيث أدت الاشتباكات الأخيرة بين الجماعات المسلحة غير الحكومية إلى نزوح أكثر من 63,000 شخص قسراً، فيما يُعدّ الآن أكبر حادثة نزوح جماعي مسجلة في تاريخ كولومبيا. وعلى الرغم من دورها في تنسيق الشؤون الإنسانية في المنطقة، اضطرت المفوضية إلى وقف توزيع مواد الإغاثة الأساسية مثل الفرشات والبطانيات ومستلزمات النظافة والمصابيح الشمسية والناموسيات، وذلك على الرغم من استمرار العنف.
وإلى جانب العمل الإغاثي، تتعثر أيضاً جهود تحقيق الاستقرار على المدى الطويل، إذ اضطرت المفوضية إلى تعليق دعمها لمبادرة الحكومة لتنظيم المخيمات العشوائية؛ وهي مبادرة ترمي إلى توفير الحلول لهذه المسألة من خلال حقوق الملكية العقارية، وتتيح الوصول إلى المياه والكهرباء والسكن الآمن لأكثر من 105,000 شخص. ودون هذا الدعم، يظل الكثيرون قابعين تحت وطأة الظروف المعيشية الهشة دون سبيلٍ واضح للتعافي.
لقد وجّه تعليق برامج حماية الطفل ضربةً موجعةً بشكلٍ خاص. فخلال عام 2024، استفاد 17,740 طفلاً مُعرّضاً للخطر من مشروعين رئيسيين للمفوضية يُركّزان على توفير بيئات حمائية وخدمات إدارة الحالات لهم. ومع وقف هذه البرامج، سيصبح آلاف الأطفال عرضةً لخطر التجنيد من قِبَل الجماعات المسلحة وللانتهاكات والاستغلال.
كما تعرضت عملية استصدار الوثائق لأكثر من 500,000 فنزويلي للخطر بسبب نقص التمويل. وبينما تدعم المفوضية برامج تنظيم الأوضاع الجديدة في كولومبيا (المعروفة باسم PEP Tutor، المشتق من اختصار الاسم باللغة الإسبانية)، لن تتمكن هذه البرامج من تقديم دعم إضافي يتجاوز الحصول على 100,000 بطاقة هوية. ودون هوية، سيواجه مئات آلاف الفنزويليين تحدياتٍ في الاستقرار، والحصول على الرعاية الصحية، والتعليم، والعمل القانوني، مما يزيد بشكل كبير من تعرضهم للاستغلال والانتهاكات.
أدى إغلاق مراكز الرعاية والإرشاد الرئيسية (المعروفة بتسمية PAO باللغة الإسبانية) في المناطق التي تزداد فيها المخاطر إلى تفاقم حالة الحرمان من إمكانية الوصول إلى المعلومات الضرورية، والإحالة إلى خدمات الحماية والمساعدة الأساسية لنحو 100,000 شخص. علاوة على ذلك، فرض تجميد التمويل أيضاً تعليق أو تقليص العديد من البرامج الأساسية الأخرى التي يقدمها شركاء المفوضية، بما يشمل خدمات المساعدة القانونية، ودعم المنظمات المجتمعية، وبناء قدرات السلطات الوطنية والمحلية، والوقاية من العنف ضد النساء والفتيات، ومبادرات تشجيع التوظيف والشمول المالي.
تدعو مفوضية اللاجئين المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى تكثيف دعمه، وتوفير التمويل اللازم لاستدامة عملياتها في كولومبيا. وتحتاج المنظمة إلى 118.3 مليون دولار أمريكي لمواصلة نشاطاتها الحيوية في البلاد لهذا العام.
ولم تتلقَ خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين والمهاجرين الفنزويليين في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي سوى 4.6 بالمائة فقط من التمويل المطلوب، والذي تعادل قيمته 1.4 مليار دولار أمريكي.
لقد أبدت كولومبيا سخاءً لافتاً في استضافة ملايين اللاجئين والمهاجرين، ولكن يجب أن يُقابَل ذلك بتضامن عالمي، قبل أن ينجرف المزيد من الأشخاص نحو هوةٍ أعمق من المعاناة وانعدام الأمن.
لمزيدٍ من المعلومات:
في بنما، لويز فرناندو غودينو: [email protected]، هاتف: 50763560074+
في جنيف: ويليام سبيندلر: [email protected]، هاتف: 41795495998+