إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئون سوريون يمدون يد العون للأشخاص الأكثر عرضة لخطر فيروس كورونا في سويسرا

قصص

لاجئون سوريون يمدون يد العون للأشخاص الأكثر عرضة لخطر فيروس كورونا في سويسرا

بصفتهم كبار السن ومعزولين، توفر شبكة من السوريين جسراً حيوياً للعالم الخارجي للسويسرين الأكثر احتياجاً.
27 مارس 2020 متوفر أيضاً باللغات:

كطبيبة متقاعدة تعيش وحدها في سويسرا، كان القلق ينتاب ماري كلود بشأن كيفية تقليل تعرضها لفيروس كورونا، إلى رن هاتفها وتحدث معها شادي شحادة، وهو لاجئ سوري، ليسألها كيف بإمكانه مساعدتها.


تقول ماري كلود، وهي سيدة في أواخر الستينيات من عمرها، ويعيش أبناؤها الكبار على بعد مئات الأميال في كل من ألمانيا والنمسا: "عندما بدأت قصة فيروس كورونا، اتصل بي على الفور وقال لي: "هل تحتاجين لأي شيء"؟ لقد بات كأحد أبنائي".

وفي مسعاه للبحث عن طرق عملية لمساعدة الآخرين في البلد الذي منحه الأمان، حشد شادي على وجه السرعة شبكة من المتطوعين في جنيف ولوزان بهدف التسوق وقضاء المهمات للمسنين والعجزة وغيرهم من الأشخاص الأكثر تعرضاً لخطر الوباء.

وقد هب مجتمع اللاجئين السوريين للعمل، بفضل شعورهم العميق بالمسؤولية تجاه الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة وبفضل سنوات من الخبرة في ميادين النجاة من المخاطر وحالات عدم اليقين.

يقول شادي، البالغ من العمر 34 عاماً، وهو من درعا جنوب دمشق، والذي وصل إلى سويسرا في عام 2013: "عشنا، وما زلنا نعيش، أزمة كلاجئين، وهذا يجعلنا على الأرجح في وضع أفضل لإدراك أن هناك أزمة ولكيفية المساعدة".

سويسرا، التي يبلغ عدد سكانها 8.5 مليون نسمة، لديها أكثر من 11,000 حالة مؤكدة من فيروس كورونا، مما يجعلها واحدة من الدول العشرة الأكثر تضرراً حول العالم.

"نحن مجموعة من اللاجئين السوريين، ونحن على استعداد لمساعدتك من خلال التسوق بالنيابة عنك"

عندما تم الإعلان عن الوباء، أدركت زوجة شادي، ريغولا، وهي سويسرية ولديها والدين مسنين، أن الكثير من الناس بحاجة إلى المساعدة. وقد لجأت إلى شادي لحشد أصدقائه السوريين، والذين بدأوا في وضع المنشورات في ردهات الشقق السكنية ومداخل الأسواق التجارية.

يقول الملصق الملون، والذي يوفر خدمة التواصل عبر البريد إلكتروني [email protected] لأولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة: "نحن مجموعة من اللاجئين السوريين، ونحن على استعداد لمساعدتك في البقاء في المنزل من خلال التسوق بالنيابة عنك". يراقب شادي رسائل البريد الإلكتروني ويعين متطوعين في الحي، حيث يتوجهون عدة مرات في اليوم للتسوق عند الطلب.

يقول شادي، والذي يعمل في منظمة إنسانية في جنيف: "اتصلت بي امرأة وقالت: "أنا لست لاجئة، هل بإمكاني الاستفادة من هذه الخدمة؟" فقلت لها بالطبع، فنحن جميعاً لاجئون الآن".

للتقليل من فرصة الإصابة بالفيروس أو نشره، يصر شادي على وجوب اتباع المتطوعين إرشادات الصحة العامة الأكثر صرامة.

 

يقول شادي أن الهدف من هذه الحملة هو "مساعدة الناس على البقاء في مناطقهم الآمنة. وفي هذه الحالة، فإن منطقتهم الآمنة هي المنزل. لهذا السبب فإنه من المهم التأكيد على ... السلامة".

ويضيف: "هؤلاء الناس يحمون أنفسهم، لكنهم أيضاً يحمون نظامنا الصحي من الانهيار. نحن بحاجة لدعم ذلك".

انهيار الخدمات الصحية هو شيء شهده ملايين السوريين خلال تسع سنوات من الحرب في بلادهم، خاصة عندما تحولت المستشفيات إلى أهداف.

يقول شادي: "إذاً نحن نعرف ما هو تعطل النظام الصحي. نحن نعرف أشخاصاً ماتوا بسبب إصابات طفيفة لأنهم لم يتلقوا أي علاج، ونحن لا نريد الوصول إلى ذلك. إذا تكاتفنا معاً الآن، فسوف ندعم النظام الصحي".

يتم توجيه متطوعي المجموعة لغسل أيديهم جيداً، وارتداء قفازات واقية وتطهير أكياس التسوق، والحرص على المسافة بين الأشخاص، واختصار الدردشة الاجتماعية مع أولئك الذين يساعدونهم وحصرها في مكالمات هاتفية.

"أنا أدعم وأشجع وأدعو الناس لنسخ هذه الفكرة وتنفيذها"

تضم الشبكة 26 متطوعاً، 18 منهم سوريون. وتقدر المجموعة حتى الآن بأنها تسوقت لما مجموعه 100-200 شخص في جنيف ولوزان، فيما تتوسع شبكة المتطوعين الخاصة بهم يوماً بعد يوم. تأمل ريغولا، وهي أخصائية في مجال الاتصالات وهي التي توصلت إلى الفكرة، في أن تلهم هذه المبادرة أشخاصاً آخرين.

تقول: "آمل أن يتمكن الأشخاص القادرون على القيام بشيء ما من المساعدة، بحيث يبقى أولئك الذين لا ينبغي أن يكون لديهم أي تواصل اجتماعي في منازلهم".

وتضيف: "يمكن للجميع القيام بذلك. كل ما عليك فعله هو طباعة المنشور وتعليقه في المبنى الخاص بك أو في السوبر ماركت".

يريد شادي من كل من يقرأ هذه القصة أن يقوم بذلك في مجتمعه، ويقول: "أنا أدعم وأشجع وأدعو الناس لنسخ هذه الفكرة وتنفيذها.

إذا كان لدينا شخص واحد في كل مبنى يمكنه المساعدة، فسوف يذكرونه لعقود".

ساهم في كتابة القصة سيلفي فرانسيس وأود موريل.