إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

اليونان: من أطفال مشردين إلى حياة جديدة في عدة دول أوروبية

قصص

اليونان: من أطفال مشردين إلى حياة جديدة في عدة دول أوروبية

ساعدت التغييرات التشريعية في اليونان وبرنامج النقل مئات الأطفال اللاجئين من غير المصحوبين بذويهم على مغادرة المبيت في الشوارع.
14 ديسمبر 2021 متوفر أيضاً باللغات:
61b868d83.jpg
حتى وقت قريب، انتهى الأمر بالعديد من الأطفال طالبي اللجوء من غير المصحوبين بذويهم في اليونان بلا مأوى أو يعيشون بمفردهم في المخيمات.

كان عبد * يبلغ من العمر 11 عاماً فقط عندما ترك والديه وإخوته في إيران ليشرع في رحلته الطويلة والخطيرة إلى أوروبا.

كانت عائلته قد فرت إلى إيران من موطنهم أفغانستان، لكنهم كانوا يفتقرون إلى تصاريح الإقامة اللازمة ويعيشون في خوف دائم من أن يتم ترحيلهم. بدون تلك الوثائق، لم يكن بإمكانهم التمتع بالخدمات الأساسية مثل التعليم لعبد وإخوته.

في البداية ، سافر مع عمه، وسارا بعد حلول الظلام، واضطرا في بعض الأحيان للفرار خوفاً على حياتهما من إطلاق النار والسجن. عندما وصلوا في نهاية المطاف إلى تركيا، أمضوا شهوراً وهم يعيشون في أماكن مكتظة بأمر من المهربين.

تطلب الأمر منهم أربع محاولات لعبور بحر إيجة بنجاح من تركيا إلى اليونان. ويستذكر عبد، قائلاً: "كان علينا أن نركب قارباً من تركيا على متنه 40 شخصاً. كان الأمر مخيفاً جداً".

وصل عبد أخيراً إلى جزيرة ليسفوس في عام 2019. في هذه المرحلة، تركه عمه يتدبر أموره بنفسه ليصبح واحداً من أكثر من 1,000 طفل من طالبي اللجوء غير المصحوبين بذويهم في اليونان في وقت كانوا فيه إما بلا مأوى أو يعيشون بمفردهم في المخيمات في ظروف محفوفة بالمخاطر.

ونظراً لكونهم غير مسجّلين رسمياً في البلاد، اضطر العديد لقطف الفاكهة أو بيع السجائر المغشوشة من أجل البقاء، فيما عانى آخرون من الاستغلال الجنسي أو غيره من أشكال الانتهاكات، في حين تم احتجاز العديد من قبل السلطات.

في نهاية عام 2020، وبعد جهود حثيثة من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أصدرت الحكومة اليونانية قانوناً جديداً يضع حداً لاحتجاز الأطفال غير المصحوبين بذويهم على أساس أنهم بلا مأوى. تبع ذلك في يناير من هذا العام إدخال "آلية الاستجابة للطوارئ" والتي تقدم الدعم وتوفر شبكة أمان للأطفال. ويقيم غالبيتهم الآن في مآوٍ رسمية.

بعد قضائه حوالي شهرين في ليسفوس، غادر عبد إلى البر الرئيسي لليونان حيث انتهى به الأمر بالعيش بمفرده وغير مسجل في خيمة مؤقتة في مخيم يقع شمال اليونان. وبعد عدة أشهر، رأته منظمة غير حكومية هناك وأحالته إلى المفوضية التي أجرت تقييماً لاحتياجاته في نهاية عام 2020 وأوصت بنقله إلى بلد آخر.

يعتبر النقل الطوعي وسيلة لمساعدة دول مثل اليونان على التعامل مع وصول أعداد كبيرة من طالبي اللجوء من خلال نقل بعضهم إلى دول أخرى على استعداد لتقاسم المسؤولية. وتقود وزارة الهجرة واللجوء اليونانية البرنامج الحالي، والذي تم إنشاؤه في ربيع عام 2020 بدعم من الاتحاد الأوروبي. من خلال التعاون بين المفوضية والمنظمات غير الحكومية الشريكة والمكتب الأوروبي لدعم اللجوء، وكذلك المنظمة الدولية للهجرة واليونيسيف، يهدف البرنامج إلى نقل حوالي 5,200 من طالبي اللجوء واللاجئين الأكثر ضعفاً، بما في ذلك ما يصل إلى 1,600 طفل من الأطفال غير مصحوبين بذويهم، وكذلك الأطفال الذين يعانون من حالات طبية معينة وأفراد أسرهم.

مع نهاية شهر نوفمبر، تم نقل أكثر من 4,480 شخصاً من اليونان إلى 14 دولة أوروبية، بما في ذلك أكثر من 1,065 طفلاً من غير المصحوبين بذويهم.

61b86a443.jpg
طفلان من اللاجئين الأفغان غير المصحوبين بذويهم يستعدان للصعود على متن رحلة نقل إلى فرنسا في مطار أثينا الدولي.

تقول إيرين أغابيداكي، السكرتيرة الخاصة لحماية القصر غير المصحوبين بذويهم في اليونان: "لولا برنامج النقل، لما كانت ممكنة كل جوانب التحسن الأخرى [الخاصة بالأطفال غير المصحوبين بذويهم]. إنه جزء لا يتجزأ من النظام البيئي لحماية الطفل في البلدان الأولى. في السابق، كان لدينا حوالي 5,500 قاصر من غير المصحوبين بذويهم وكان ذلك من التحديات الكبيرة".

عملت المفوضية جاهدة لضمان أن يكون الأطفال المشردون من بين أولئك المشمولين في برنامج النقل، وقد تم بالفعل نقل العشرات منهم إلى البلدان الأوروبية.

في نهاية شهر يوليو، بعد أكثر من عامين على ترك عائلته، وصل عبد - البالغ من العمر الآن 13 عاماً - إلى العاصمة الإيرلندية دبلن. وقال: "عندما أخبروني أنني سأنتقل إلى إيرلندا، لم أصدق ذلك. اعتقدت أنهم يكذبون، كان الأمر رائعاً".

كان في استقباله في المطار موظفون من وكالة الأطفال والأسرة التابعة للحكومة الإيرلندية. يعمل الآن توماس دوننغ، وهو كبير مسؤولي الخدمة الاجتماعية، على ضمان انتقال عبد السلس إلى حياته الجديدة في البلاد.

"أذهب إلى المدرسة كل يوم ... لدي غرفة نومي الخاصة بي!"

ويشرح قائلاً: "نظراً لنقاط الضعف التي يعاني منها عبد، فقد ارتأينا أن يذهب في بداية الأمر إلى منزل أحد الأطفال، حيث يمكنه تلقي الرعاية والاهتمام على مدار 24 ساعة والدعم في مجال الاندماج الذي يحتاجه قبل أن ينضم إلى إحدى العائلات".

يقول عبد: "أذهب إلى المدرسة كل يوم، ولدي طعام جيد، ومرشدين اجتماعيين جيدين، ولدي غرفة نومي الخاصة بي!".

وسوف ينضم إليه قريباً صديقان – وهما طفلان آخران من غير المصحوبين بذويهم كان يتقاسم معهما غرفة لفترة قصيرة أثناء وجوده في اليونان.

في حين تم إحراز تقدم كبير في اليونان نحو معالجة محنة الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم، أشارت ثيودورا تسوفيلي، مسؤولة حماية الطفل في المفوضية إلى أن برنامج النقل لا يزال خطة حكومية مرحلية تعتمد على الإرادة السياسية للدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي .

وقالت: "تدعو المفوضية الدول الأعضاء إلى تقديم المزيد من فرص النقل من خلال برامج متعددة السنوات بتمويل منتظم، والتي ستستمر في إفادة الأطفال غير المصحوبين بذويهم الأكثر ضعفاً".

بمجرد حصول عبد على صفة اللجوء رسمياً في إيرلندا، سوف يمكنه تقديم طلب لعائلته للانضمام إليه، على الرغم من أن عملية لم شمل الأسرة طويلة ومعقدة. في أكتوبر، دعت المفوضية الدول إلى تسريع إجراءات لم شمل أسر اللاجئين الأفغان مثل عبد بسبب تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان.

في الوقت الحالي، يتطلع عبد إلى وصول أصدقائه: "أنا لا أفكر في المستقبل كثيراً. سيكون من الجيد حقاً أن تأتي عائلتي ... وأريد أن ألعب الكرة الطائرة!".

* تم تغيير الاسم لأسباب تتعلق بالحماية