إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

تكريم بعض من أبطال العمل الإنساني بجوائز نانسن للاجئ لعام 2025

قصص

تكريم بعض من أبطال العمل الإنساني بجوائز نانسن للاجئ لعام 2025

منحت المفوضية الجائزة لثلاثة أفراد متميزين ولمنظمة مكرسة لمساعدة اللاجئين والنازحين داخلياً والمجتمعات المتضررة من الحروب وغيرهم في المكسيك والعراق وطاجيكستان وأوكرانيا.
10 ديسمبر 2025 متوفر أيضاً باللغات:
الفائزون الإقليميون بجائزة نانسن للاجئ لعام 2025 والتي تقدمها المفوضية كل عام.

الفائزون الإقليميون بجائزة نانسن للاجئ لعام 2025 والتي تقدمها المفوضية كل عام.

سوف يحظى رجل أعمال مكسيكي يُساعد اللاجئين على إعادة بناء حياتهم من خلال العمل، وناشطة عراقية تُعنى بتمكين النساء الناجيات من النزاع في إقليم كردستان العراق، ولاجئة أفغانية توفر تعليماً ميسور التكلفة للاجئين والسكان المحليين في طاجيكستان، ومنظمة غير حكومية أوكرانية تُقدّم مساعدات منقذة للحياة على خطوط المواجهة في الحرب، بجوائز تقدمها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وقد تم اختيار هؤلاء الأبطال الإنسانيين الأربعة كفائزين إقليميين بجوائز نانسن للاجئ لهذا العام، والتي تُمنح للأفراد والجماعات والمنظمات التي تُقدّم أعمالاً جليلة لحماية ومساعدة النازحين قسراً وعديمي الجنسية حول العالم.

وسوف يتم تقديم الجوائز في حفل يُقام في جنيف يوم 16 ديسمبر، إلى جانب تكريم الفائز العالمي لهذا العام، مارتن آزيا سوديا، وهو زعيم قرية غادو-بادزيري في شمال الكاميرون، والتي استقبلت ودمجت عشرات الآلاف من اللاجئين من جمهورية إفريقيا الوسطى.

الفائزون الإقليميون بجوائز نانسن للاجئ لهذا العام هم:

بابلو مورينو كادينا – منطقة الأمريكتين

قاد بابلو مورينو كادينا، وهو أحد كبار المدرءا التنفيذيين في شركة "مابي" (MABE) المكسيكية لتصنيع الأجهزة المنزلية، جهود الشركة الاستباقية لتوظيف اللاجئين القادمين من هندوراس والسلفادور وغواتيمالا، موفراً بذلك فرصاً تُغير حياة مئات الأشخاص الفارين من العنف وعدم الاستقرار.

ولا تقتصر جهود الشركة في مجال الإدماج على مجرد توفير فرص العمل، إذ بقيادة مورينو، يتم دمج اللاجئين بشكل كامل في بيئة عمل مابي المتماسكة، وتوفير فرص للازدهار المهني لهم ولأسرهم، بالإضافة إلى ضمان حصولهم على الحماية الاجتماعية.

ويعزو مورينو نجاح البرنامج إلى أن اللاجئين أثبتوا أنهم إضافة قيّمة للشركة، وليس عبئاً عليها، مما أثرى الشركة والمجتمعات المضيفة على حد سواء. ويتجلى ذلك في أن مبادرة مورينو ومابي قد ألهمت أكثر من 600 شركة أخرى في المكسيك لتبني ممارسات توظيف شاملة مماثلة.

وقال مورينو: "نعلم أن اللاجئين الذين ينضمون إلى أسرة مابي يُقدّرون ذلك تقديراً كبيراً، لأنهم يُمنحون أخيراً فرصة ثانية في الحياة. ولكن في الحقيقة، أستطيع أن أقول إننا كمجتمع تعلمنا منهم أكثر مما تعلموه منا. إنها تُعطينا جميعاً درساً عظيماً عن معنى الشجاعة... في مواجهة ظروف كهذه التي مروا بها وعدم فقدان الأمل".

وأضاف: "لكن الأهم من كل ذلك هو ببساطة أن الأمر يُحقق فائدة للجميع".

تابان شوريش – منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تابان شوريش، وهي عاملة في الميدان الإغاثي وناشطة في مجال حقوق المرأة وناجية من الإبادة. تنحدر أصولها من إقليم كردستان العراق، واستلهمت من تجربتها الشخصية فكرة تأسيس "زهرة اللوتس"، وهي منظمة نسائية تُعنى بدعم النساء والفتيات العراقيات المتضررات من النزاعات والنزوح.

بدأت زهرة اللوتس بفريق عمل مكون من شخصين فقط في عام 2016، ثم توسعت لتضم اليوم 150 موظف. وتُعدّ المنظمة مبادرة شعبية ساعدت أكثر من 100 ألف شخص، كثير منهم ناجيات من الاغتصاب والتعذيب والاتجار بالبشر والاستعباد، من خلال التعليم والرياضة وتنمية المهارات وتوفير فرص كسب العيش.

تصف شوريش عملها بأنه يستمد قوته من أمل وقوة وعزيمة النساء والفتيات اللاتي تساعدنهن، مما يُمكّنهن من أن يكنّ مشاركات فاعلات وعوامل تغيير إيجابية في مجتمعاتهن. هذا النهج التمكيني هو ما سوف يحظى بالتكريم من خلال الجائزة الإقليمية.

تقول تابان: "أي شخص يواجه الشدائد، لا سيما من خلال النزاعات والنزوح، فإنّ العزيمة والقوة الهائلة واللازمة لتجاوز مثل هذه الظروف يمنحان الأدوات اللازمة لتقديم الكثير للعالم".

وتؤكد نظيفة، وهي مدربة في منظمة زهرة اللوتس في إقليم كردستان العراق، هذه الفلسفة قائلةً: "لم تكن تجاربنا في الحياة سهلة، لكن هذه المصاعب دفعتنا إلى الوقوف على أقدامنا، والتحلي بالقوة، ومساعدة أنفسنا والآخرين".

نيغارا نازاري – قارة آسيا

بعد وصولها إلى طاجيكستان عام 2012 كلاجئة من أفغانستان، حصلت نيغارا نازاري على شهادة في الاقتصاد بدعم من منحة "دافي" الدراسية للاجئين التي تقدمها المفوضية. وبدلاً من السعي وراء مهنة في مجال الأعمال، اختارت رد الجميل من خلال تأسيس مركز للاجئين الأفغان الشباب الذين لا يستطيعون الحصول على التعليم.

بدأ المركز بعشرين طالباً فقط عام 2020. واليوم، فإن مركز أريانا التعليمي يضم أكثر من 1,200 طالب مسجلين بنظام "الدفع حسب الاستطاعة"، وقد توسع ليشمل أطفالاً طاجيكيين محليين بالإضافة إلى أطفال أفغان.

إلى جانب دروس اللغات والتكنولوجيا والرياضيات والفنون، يقدم المركز أيضاً استشارات نفسية وبرامج في القيادة والإدارة للاجئات الأفغانيات. كما يضم روضة أطفال تتسع لـ 220 طفلاً.

تقول الطالبة الأفغانية فاطمة: "تدير المركز امرأة أفغانية كفؤة. وهذا يُظهر كيف يمكن للمرأة أن تلعب دوراً هاماً في التعليم وفي مجتمعنا".

تشير نازاري إلى أن تأثير مركز أريانا يؤكد أنها اتخذت القرار المهني الصحيح: "أرى اليوم أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بما حققناه لأنفسنا، بل بعدد الأشخاص الذين استفادوا".

بروليسكا – قارة أوروبا

بروليسكا هي منظمة غير حكومية أوكرانية تأسست بعد اندلاع النزاع المسلح عام 2014، واستمرت في العمل بعد الغزو الروسي الشامل عام 2022، في بعض أخطر المناطق وأكثرها عزلة في البلاد.

يعمل موظفوها المتفانون على مدار الساعة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة والحماية لملايين المتضررين من الحرب. وغالباً ما يكونون من أوائل المستجيبين في أعقاب الغارات الجوية، وذلك لضمان عدم إهمال الفئات الأكثر ضعفاً، بمن فيهم كبار السن وذوو الإعاقة والأسر الفقيرة.

إلى جانب إجلاء السكان من خطوط المواجهة ودعم النازحين الجدد في مراكز الإيواء والمواقع الجماعية، تقدم بروليسكا أيضاً الغذاء والماء والرعاية الطبية وغيرها من أشكال الدعم الأساسية لمن لا يستطيعون أو لا يرغبون في مغادرة المناطق التي تشهد قتالاً.

ما يُميّز عمل بروليسكا هو الشجاعة والتعاطف والتفاني الذي يتحلى به موظفوها، والذين يُكرّم عملهم الدؤوب لمساعدة أبناء وطنهم المحتاجين - غالباً ما يُعرّضون أنفسهم لمخاطر جسيمة - بهذه الجائزة.

يوضح يفغين كابلين، رئيس بروليسكا، قائلاً: "لطالما كانت بروليسكا أول من يصل إلى مواقع الاحتياجات لتقديم المساعدة. 99% من موظفينا إما نازحون داخلياً أو قادمون من مناطق الخطوط الأمامية التي نعمل بها. ما يدفعهم هو رغبتهم، في حال تعرضهم لأي مكروه، في الحصول على المساعدة بالسرعة نفسها التي يحصلون عليها كجزء من فريقنا".


تأسست جائزة نانسن للاجئ في عام 1954، وذلك بهدف تسليط الضوء على إرث العالم النرويجي والمستكشف القطبي والدبلوماسي فريدجوف نانسن، وهو أول مفوض سامٍ للاجئين في فترة عصبة الأمم. يتم منح الجائزة كل عام لفرد أو منظمة تقوم بعمل استثنائي لمساعدة النازحين قسراً أو عديمي الجنسية. بالإضافة إلى تكريم هذا الفائز العالمي، تعترف المفوضية أيضاً بجهود العديد من الفائزين الإقليميين. كانت إليانور روزفلت أول من حصل على جائزة نانسن. لكن في كثير من الأحيان، تُمنح الجائزة تقديراً لعمل شخصيات أقل شهرة، وهم عبارة عن أبطال مجهولين يوفر عملهم الأمل بعيداً عن الوطن.