إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

القروض الصغيرة تساعد اللاجئين الأوكرانيين على إطلاق المشاريع في جورجيا

قصص

القروض الصغيرة تساعد اللاجئين الأوكرانيين على إطلاق المشاريع في جورجيا

يساعد برنامج للتوجيه التجاري والقروض الصغيرة رواد المشاريع من الأوكرانيين في إعالة أنفسهم واللاجئين الآخرين.
1 مارس 2024 متوفر أيضاً باللغات:
تمكنت اللاجئة الأوكرانية إيرينا دوتسينكو من افتتاح فرعٍ ثانٍ لمقهاها في مدينة باتومي الجورجية من خلال حصولها على قرض لتمويل المشاريع الصغيرة.

تمكنت اللاجئة الأوكرانية إيرينا دوتسينكو من افتتاح فرعٍ ثانٍ لمقهاها في مدينة باتومي الجورجية من خلال حصولها على قرض لتمويل المشاريع الصغيرة.

إن تجولتم في مركز مدينة باتومي الواقعة على ساحل البحر الأسود، فلا بد أن يشد انتباهكم مقهى "كأنك في بيتك" الأوكراني الصغير.. المزدان بالجداريات الملونة والرموز والزخارف الأوكرانية، والذي يوفر مساحةً مألوفة سرعان ما لاقت استحسان العائلات المحلية واللاجئة.

تصف مالكة المقهى إيرينا دوتسينكو – وهي سيدة أوكرانية من خاركيف لها من العمر 67 عاماً – المكان بأنه "لمسة من الوجدان الأوكراني في جورجيا". وقد استوحي هذا الاسم من إطراءات زواره الصادقة، الذين ذكرتهم مأكولاته بالأطعمة التي اعتادوها في ديارهم مثل أطباق بورش وهولبستي وديروني. وتعتقد إيرينا بأنه اسم مناسب بالفعل، إذ أنها أحضرت معها وصفاتٍ ثمينةً كانت تحضرها هي ووالدتها وجدتها في أوكرانيا قبل اندلاع الحرب في عام 2022.

ونظراً لأنها غير قادرة على طهي الطعام لعائلتها التي بقيت في أوكرانيا، فإنها توجه اهتمامها إلى الطهي للاجئين الآخرين من أوكرانيا، وكذلك للمجتمع المحلي.

وتقول: "إن ألم أوكرانيا هو ألمي.. لكنه يأتيني عند انتهائي من العمل، فخلال النهار، يكون تركيزي منصباً على من حولي من أشخاصٍ، وبهمومهم وانشغالهم بالعمل".

إيرينا وهي تتحدث مع أحد زبائن المقهى الذي أصبح من الوجهات المفضلة في باتومي للسكان المحلين والأوكرانيين التواقين لنكهاتٍ من وطنهم.

إيرينا وهي تتحدث مع أحد زبائن المقهى الذي أصبح من الوجهات المفضلة في باتومي للسكان المحلين والأوكرانيين التواقين لنكهاتٍ من وطنهم.  

وسط فوضى الحرب واسعة النطاق والأعداد غير المسبوقة من اللاجئين الأوكرانيين الذين يصلون إلى جورجيا، نظمت إيرينا في البداية بنوكاً للطعام لدعم المحتاجين. لكنها سرعان ما أدركت تحديات البحث عن فرص العمل التي يواجهها العديد من الأوكرانيين، وبدأت في توظيف بعضهم. والآن، 30 من أصل 44 من موظفيها هم من اللاجئين الأوكرانيين، في حين أن الباقين يحملون مجموعة من الجنسيات المختلفة، بما في ذلك الجورجيين.

برنامج تمويلي مصمم للاجئين

لكن مقهاها الصغير الذي يتسع لـ12 طاولة فقط، كان يحتاج فقط إلى نصف هذا العدد من الموظفين، وسرعان ما أصبح الأمر معقداً نتيجة لذلك.

وقالت إيرينا: "أنا أشعر بالمسؤولية تجاه كل شخصٍ يعمل لدي.. دون استثناء. كان تسريح العمال أسهل حلٍ ممكن، لكنه لم يكن الحل الأمثل".

عوضاً عن ذلك، قررت إيرينا افتتاح مقهىً ثانٍ. ومع محدودية مواردها المالية، فقد عثرت على إعلانٍ لمؤسسة "كريستال" للقروض الصغيرة في جورجيا، والتي كانت قد أطلقت برنامجاً خاصاً لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين.

تقدمت إيرينا على الفور بطلب للحصول على قرض ائتماني صغير، وحصلت عليه في غضون ثلاثة أيام بعد اجتماعها مع مؤسسة "كريستال". وقد حول التمويل الإضافي تطلعاتها إلى واقع، حيث مكنها من شراء أدوات ومعدات المطبخ اللازمة لافتتاح الفرع الثاني في ديسمبر 2023.

القروض الصغيرة تساعد اللاجئين الأوكرانيين على إطلاق المشاريع في جورجيا

من بين نحو 245,000 لاجئ من أوكرانيا ممن عبروا الحدود إلى جورجيا منذ فبراير 2022، ما زال نحو 26,600 شخصٍ منهم في جورجيا اليوم، ويتحدر العديد منهم من المناطق المتضررة بشدة من الحرب في شرق أوكرانيا. ورغم تمكنهم من الحصول على الرعاية الصحية والتعليم، فضلاً عن المساعدة النقدية للفئات الأكثر ضعفاً، إلا أنّ العثور على عمل وسكن بأسعار معقولة قد يكون أمراً صعباً.

منذ إطلاقه في عام 2022، ساعد برنامج "كريستال" لدعم اللاجئين الأوكرانيين – والذي يتضمن خدمات الإرشاد في مجال العمل التجاري بالإضافة إلى تقديم القروض الصغيرة – أكثر من 30 من رواد الأعمال الأوكرانيين – مثل إيرينا – على دعم أنفسهم واللاجئين الآخرين.

مجابهة الصور النمطية

يعتقد مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "كريستال"، أرشيل باكورادزه، أن توفير فرص العمل وتطوير الأعمال هو الطريقة الأكثر فعالية لدعم اللاجئين. وهو يدرك - لكونه نازحاً داخلياً من منطقة أبخازيا الانفصالية في جورجيا – أهمية التضامن والدعم في إعادة بناء الحياة. تأسست شركته قبل 25 عاماً على يد مجموعة من الشباب النازحين من أبخازيا، وهي الآن أكبر مؤسسة للقروض الصغيرة في جورجيا.

وقال أرشيل: "من المهم للغاية معالجة الصورة النمطية التي مفادها أن اللاجئين قد يمثلون مشكلة أو أن (التعامل المالي معهم) أمر محفوف بالمخاطر. ونحن نعلم أنفسنا أن معظم اللاجئين هم أشخاص موهوبون وناشطون اقتصادياً، ويساعد النزوح في تعبئة جهودهم بشكل أكبر من المعتاد. إن فكرة دعم الإدماج المالي للاجئين هي سياسة معقولة، ونحن نشجع أي مؤسسة مالية أخرى على التفكير في إطلاق مثل هذه البرامج للاجئين".

وبعد إجراء مناقشاتٍ مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ستقوم المؤسسة قريباً بتوسيع برامجها المالية لتشمل اللاجئين من جنسيات مختلفة ممن يعيشون في جورجيا، مما يمكنهم من بدء مشاريعهم وتوسيعها.

وقالت إيرينا، وهي تفتح أبواب الفرع الثاني لمقهاها في باتومي: "إن هذا النوع من المساعدة المالية أمر بالغ الأهمية بالنسبة للأشخاص، ويساهم بشكل كبير في اقتصاد البلاد.. لقد أصبحنا أيضاً مفيدين لجورجيا".

"أنا أشعر بالمسؤولية تجاه كل شخصٍ يعمل لدي.. دون استثناء"

إيرينا دوتسينكو