زعيمة من السكان الأصليين تنقل كفاح مجتمعها إلى مؤتمر حول التنوع البيئي
زعيمة من السكان الأصليين تنقل كفاح مجتمعها إلى مؤتمر حول التنوع البيئي
إنها إحدى أعضاء مجتمع اليوكبا من السكان الأصليين، والذي عاش لقرون في سيرانيا ديل بيريخا، وهي سلسلة جبال من الغابات في أقصى شمال جبال الأنديز، وتمتد على الحدود الكولومبية الفنزويلية. ولكن في العقود الأخيرة، هدد مزيج من الصراع والنزوح القسري واستغلال الموارد الطبيعية وتغير المناخ أسلوب حياتهم.
وُلدت إسيندا في محمية سوكوربا في كولومبيا - وهي واحدة من العديد من المجتمعات التي يسكنها حوالي 15,000 من شعب اليوكبا، وقد تشكل نشاطها منذ سن مبكرة من قبل والدتها. تستذكر قائلة: "كنت دائماً بجانبها عندما كنت طفلة. وقد أصبحتُ قائدة لأن ذلك كان ضرورياً. لقد ولدت للدفاع عن أرضنا وشعبنا".
منذ عصور الاستعمار، أجبر العنف مراراً وتكراراً شعب اليوكبا على الفرار من الأرض التي يعتمد عليها بقاؤهم الجسدي والثقافي. عندما كانت في الثامنة من عمرها فقط، قُتل والد إسيندا على يد جماعات مسلحة غير تابعة للدولة، والتي استغلت - إلى جانب جهات فاعلة أخرى - مساحات شاسعة من أراضي أجدادهم مراراً وتكراراً. كما تم استهدافها هي نفسها بسبب تجرؤها والتحدث علناً.
مجتمع على حافة الهاوية
يرتبط أسلوب حياة شعب اليوكبا ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة، لكن هذا الارتباط مهدد الآن. فقد تم إزالة الغابات المنخفضة لتربية الماشية والزراعة الأحادية (ذات المحصول الواحد) واستخراج المعادن، والمحاصيل المحظورة، مما أدى إلى تحويل الأراضي التي كانت خصبة ذات يوم إلى تربة قاحلة، وإلى انخفاض مستوى نهر ماراكاس إلى أشبه بالجدول.
وأوضحت إسيندا، قائلة: "إن استخراج المعادن من سطح الأرض يلوث الهواء والأنهار التي تجف". وقد أصبح صيد السمك التقليدي والصيد والزراعة مستحيلاً تقريباً بعدما نزحت المجتمعات قسراً إلى أعلى المناطق وأكثرها جفافاً في سيرانيا ديل بيريخا، حيث يكافحون من أجل البقاء من خلال زراعة الفاصوليا والذرة والكسافا. وبسبب انعزال المنطقة وانقطاع سبل الوصول إلى المياه والأراضي الخصبة، فقد أصبح سوء التغذية وأمراض الجهاز التنفسي منتشرة على نطاق واسع، مما يؤدي إلى وفاة 15 إلى 20 طفلاً كل عام.
يرتبط أسلوب حياة شعب اليوكبا ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة، لكن هذا الارتباط مهدد الآن. فقد تم إزالة الغابات المنخفضة لتربية الماشية والزراعة الأحادية (ذات المحصول الواحد) واستخراج المعادن، والمحاصيل المحظورة، مما أدى إلى تحويل الأراضي التي كانت خصبة ذات يوم إلى تربة قاحلة، وإلى انخفاض مستوى نهر ماراكاس إلى أشبه بالجدول.
وأوضحت إسيندا، قائلة: "إن استخراج المعادن من سطح الأرض يلوث الهواء والأنهار التي تجف". وقد أصبح صيد السمك التقليدي والصيد والزراعة مستحيلاً تقريباً بعدما نزحت المجتمعات قسراً إلى أعلى المناطق وأكثرها جفافاً في سيرانيا ديل بيريخا، حيث يكافحون من أجل البقاء من خلال زراعة الفاصوليا والذرة والكسافا. وبسبب انعزال المنطقة وانقطاع سبل الوصول إلى المياه والأراضي الخصبة، فقد أصبح سوء التغذية وأمراض الجهاز التنفسي منتشرة على نطاق واسع، مما يؤدي إلى وفاة 15 إلى 20 طفلاً كل عام.
استعادة ما خسروه
في السنوات الأخيرة، دأب شعب اليوكبا على استعادة مجرى أنهارهم وغاباتهم. قال لويس أوريبي، أحد زعماء السكان الأصليين وشريك إسنيدا: "نحاول استعادة التنوع البيولوجي لأرضنا لأنه فريد من نوعه".
في عام 2017، حصل شعب اليوكبا على أمر قضائي بتعليق أعمال المناجم في أراضيهم، لكن التهديدات لا تزال قائمة. وأكدت إسنيدا – وهي أول امرأة تُنتخب حاكمة لليوكبا - على ضرورة حماية التراث الطبيعي الغني للمنطقة والحفاظ على علاقة متناغمة مع الطبيعة. وأكدت أن "سوكوربا محمية لقيمتها البيئية، حيث تعيش مئات الطيور والحيوانات والنباتات - بعضها مهدد بالانقراض - في هذه الغابات".
في الأول من نوفمبر، ستلقي إسنيدا كلمة أمام مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي المنعقد في مدينة كالي الكولومبية، حيث ستروي قصتها وستتحدث حول جهود مجتمعها الهادفة لحماية الطبيعة وأسلوب حياتهم. كما ستمثل الملايين من الأشخاص الآخرين في جميع أنحاء العالم والذين يعانون من النزوح القسري وحالات الطوارئ المتزايدة المرتبطة بالمناخ والتنوع البيولوجي.
وقالت: "كان أهم شيء بالنسبة لي، كامرأة من قبيلة اليوكبا، هو رفع مستوى الوعي بشعب اليوكبا وبأرضنا. نحن مستمرون في كفاحنا لكننا سنساعد العالم أيضاً في الاستمرار بالنضال وحماية البيئة والأرض والهواء".
تهديد عالمي
يمتد عمل إسنيدا الآن إلى ما هو أبعد من مجتمعها. وبصفتها مستشارة حقوق الإنسان للمنظمة الوطنية للسكان الأصليين في كولومبيا، والتي تمثل 57 منظمة، ولكونها متحدثة باسم النساء من السكان الأصليين في مجموعة العمل الوطنية لضحايا الصراعات المسلحة، فهي تدافع عن حقوق السكان الأصليين على المستوى الوطني.
بدعم من المفوضية، تقود المنظمة الوطنية للسكان الأصليين في كولومبيا جهود المناصرة مع المؤسسات والسلطات وصناع القرار على المستويين المحلي والوطني. ويتمثل هدف إسنيدا في رفع مستوى الوعي وتعزيز الحضور وإيجاد حلول لمجتمعات السكان الأصليين التي لا تزال متأثرة بالعنف والنزوح القسري على الرغم من اتفاقية السلام التي أبرمتها كولومبيا عام 2016 مع أكبر جماعة مسلحة غير نظامية في البلاد، وهي القوات المسلحة الثورية الكولومبية.
منذ عام 1985، نزح ما يقرب من 694,000 شخص من السكان الأصليين قسراً بسبب الصراع المسلح في كولومبيا، وفقاً لوحدة الضحايا الوطنية، بما في ذلك أكثر من 73,000 بين عامي 2022 و2024 وحدهما.
بينما يصارع مجتمع اليوكبا من أجل البقاء، أكدت إسنيدا أن التهديدات التي تفرضها حالة الطوارئ المناخية وفقدان التنوع البيولوجي ستؤثر على الجميع، في كل مكان، وأن الأمل الوحيد في الحل يكمن في العمل الجماعي.
وقالت: "يجب أن تتحد أصواتنا من أجل الأرض والمياه والأشجار وكل أشكال الحياة. يجب علينا معاً حماية الحياة لأطفالنا ولجميع البشرية التي تعيش على هذا الكوكب".