إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

في كلمته الأخيرة كفوضٍ سامٍ، غراندي يحذر من أن خفض التمويل يتسبب في خسائر بالأرواح

قصص

في كلمته الأخيرة كفوضٍ سامٍ، غراندي يحذر من أن خفض التمويل يتسبب في خسائر بالأرواح

انتقد فيليبو غراندي العواقب الوخيمة لخفض المساعدات ودافع عن الحق في طلب اللجوء للأشخاص المجبرين على الفرار.
18 ديسمبر 2025 متوفر أيضاً باللغات:
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، يلقي كلمته الختامية خلال جلسات استعراض التقدم المحرز في إطار المنتدى العالمي للاجئين في جنيف.

المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، يلقي كلمته الختامية خلال جلسات استعراض التقدم المحرز في إطار المنتدى العالمي للاجئين في جنيف.

حشد فيليبو غراندي زملاءه في المجال الإنساني بعد عامٍ من التحديات الجسام والخفض الهائل في التمويل، مؤكداً أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لن تضعف رغم تلقيها "ضربة قاسية ومباشرة".

وفي كلمته الأخيرة التي يلقيها بصفته المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قبل انتهاء ولايته في 31 ديسمبر، انتقد غراندي بشدة "الخفض المفاجئ والحاد في التمويل وما أحدثه ذلك من معاناة في جميع أنحاء العالم"، مضيفاً: "لا يمكن لأحد أن ينكر أنها تسببت في خسائر في الأرواح. لقد تسببت بالفعل في خسائر في الأرواح".

في اليوم الختامي لجلسات استعراض التقدم المحرز في المنتدى العالمي للاجئين، الذي عُقد في جنيف هذا الأسبوع، دافع غراندي بقوة عن مؤسسة اللجوء ونظام حماية الأشخاص المجبرين على الفرار من الحروب والاضطهاد، وقال: "لا تزال النزاعات وانتهاكات حقوق الإنسان من أهم أسباب النزوح. هؤلاء المتضررون بحاجة إلى الحماية الدولية".

وأضاف: "لكننا ندرك تماماً وجود مخاطر تهدد بتدهور حماية اللاجئين، لذا فإننا نحتاج إلى دعم الجميع - من الجهات الفاعلة الدينية، والمجتمع المدني، والمنظمات التي يقودها اللاجئون، والأشخاص الذين عانوا من النزوح. علينا بناء هذه الجهود للدفاع عن حقوق اللاجئين من كافة الجوانب".

وبينما وُضعت اتفاقية اللاجئين لعام 1951 واعتمدتها الدول، فإن "مؤسسة اللجوء ملكٌ للجميع، حيث يقع على عاتقنا جميعاً الدفاع عنها وحمايتها".

كما دافع عن الأمم المتحدة، التي تعمل على حماية ودعم من "همّشهم التاريخ"، بمن فيهم اللاجئون، وقال: "أُنشئت الأمم المتحدة من أجل من تخلفوا عن الركب. ومن أجلهم، يجب دعم الأمم المتحدة".

وفي إشارة إلى الخفض المالي الهائل الذي عانت منها المفوضية والقطاع الإنساني ككل خلال عام 2025، أقرّ غراندي بأن ذلك العام كان صعباً للغاية. لكنه أضاف: "أعلم أننا جميعاً متفقون على عزمنا على مواصلة عملنا. ليس فقط عملنا في تقديم المساعدات، بل عملنا في مجال العدالة والحقوق والحماية. وهذا ما لا يمكننا التراجع عنه".

أعضاء الوفود خلال جلسات استعراض التقدم المحرز في المنتدى العالمي للاجئين في جنيف.

وقد جمعت جلسات استعراض التقدم المحرز، والذي استضافته المفوضية وسويسرا، وشارك في تنظيمه كل من كولومبيا وفرنسا واليابان والأردن وأوغندا، نحو 1,500 مشارك من حوالي 150 دولة. وقد شارك فيه أكثر من 250 لاجئاً وغيرهم ممن عانوا من النزوح وانعدام الجنسية، بالإضافة إلى مجموعة من المنظمات التي يقودها اللاجئون.

وخلال الجلسة الختامية، حثّ مجدي لقطينة، ذو الأصول السورية والمقيم في ألمانيا منذ عام 2012، والذي كان عضواً في الوفد الرسمي للحكومة الألمانية المشارك في هذا الحدث، الحضور على التركيز على التطورات الإيجابية التي شهدتها السنوات الأخيرة، مستشهداً بمثال تعزيز مشاركة المؤسسات المعنية باللاجئين في ألمانيا.

وقال: "منذ آخر استعراض للتقدم المحرز [في عام 2023]، شهد العالم العديد من التغييرات الهامة، والتي كان لها تأثيرات بالغة على اللاجئين والنازحين، وعلى العاملين والأنظمة الداعمة لهم. أود أن أتوقف لحظة لأركز على بصيص الأمل الذي لاح في خضم هذه الظروف الصعبة".

مجدي لقطينة، خبير شؤون اللاجئين وعضو الوفد الألماني المشارك خلال جلسات استعراض التقدم المحرز في المنتدى العالمي للاجئين.

مجدي لقطينة، خبير شؤون اللاجئين وعضو الوفد الألماني المشارك خلال جلسات استعراض التقدم المحرز في المنتدى العالمي للاجئين.

على الرغم من أن هذا الحدث لم يكن بمثابة إعلان كامل عن التعهدات، فقد تم الإعلان عن أكثر من 30 التزاماً جديداً من قبل ممثلين عن الحكومات والمنظمات غير الحكومية والشركات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الرياضية والمنظمات الدينية والمنظمات التي يقودها اللاجئون. ومن المقرر عقد المنتدى العالمي للاجئين القادم في عام 2027.

وفي كلمة ألقاها نيابةً عن المنظمين والجهات المضيفة، أشاد أتسويوكي أويكي، المندوب الدائم لليابان لدى الأمم المتحدة في جنيف، بالجهات التي قدمت تعهدات جديدة خلال الأيام الثلاثة للجلسات، فضلاً عن التقدم المحرز في مجال إدماج اللاجئين والتمويل المبتكر ومجالات أخرى.

لكنه حذر قائلاً: "إن التحديات العميقة، بما في ذلك الفجوة المتزايدة في الموارد، تهدد بتقويض المكاسب التي بذلنا جهداً كبيراً لتحقيقها. ولذلك، كان استعراض التقدم المحرز في المنتدى العالمي للاجئين بمثابة تذكير واقعي ومحفز بأن الطموح يجب أن يقترن بالعمل".

أشاد غراندي في كلمته بالعمل "القيّم للغاية" الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهي الهيئة المسؤولة عن شؤون اللاجئين الفلسطينيين، والتي ترأسها قبل أن يصبح المفوض السامي لشؤون اللاجئين. وقال، في إشارة إلى أعمال العنف الأخيرة في غزة: "أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تعازينا لزملائنا في الأونروا، ولأسر الزملاء الذين قتلوا إلى جانب آلاف الفلسطينيين".

وأضاف: "اللاجئون الفلسطينيون جزء من مجتمع اللاجئين العالمي. أملي أن يسود السلام في غزة والضفة الغربية وإسرائيل".

وقال المفوض السامي المنتهية ولايته لزملائه في المفوضية وجميع العاملين في المجال الإنساني: "مهما كان عملكم، ومهما كانت مكانتكم، لا تستهينوا بقدرتكم على تغيير الأمور نحو الأفضل وجعل الحياة أكثر إشراقاً للملايين من الناس".