جنيف تستضيف اجتماعات المفوضية لتأكيد التضامن وتحقيق نتائج جديدة للاجئين
جنيف تستضيف اجتماعات المفوضية لتأكيد التضامن وتحقيق نتائج جديدة للاجئين
مشاركون يعلنون عن تعهداتٍ جديدة خلال اليوم الثاني للمنتدى العالمي للاجئين 2023 في مدينة جنيف السويسرية.
جنيف - يُعقد الأسبوع المقبل اجتماع عالمي رئيسي حول قضايا اللجوء، وذلك في وقتٍ أصبح فيه التأكيد على الدعم العالمي للاجئين أمراً بالغ الأهمية. إذ يزداد تسييس قضية اللجوء وتقويضها، ويتقلص مستوى تمويل المساعدات الإنسانية، وتتعرض حقوق اللاجئين للضغط، ويخضع التضامن العالمي لاختبارٍ صعب.
وتنعقد جلسات "استعراض التقدم المحرز" للمنتدى العالمي للاجئين الأسبوع المقبل، والذي تنظمه كل من المفوضية وسويسرا، في الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر في جنيف، حيث يجمع كبار المسؤولين الحكوميين والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والقيادات الدينية، والأهم من ذلك، اللاجئين، بهدف طرح حلول جديدة وتقييم كيفية ترجمة التعهدات التي قُطعت على مدى السنوات الماضية إلى نتائج ملموسة.
وتعقد الاجتماعات في وقت ليس هو المناسب للتراجع إلى الوراء، بل إن الوقت مناسب الآن لتعزيز الشراكات وتوجيه رسالة واضحة للاجئين والدول المضيفة: لستم وحدكم. يستمر دعم اللاجئين عبر البلدان والمجتمعات، حيث سُجِّل أكثر من 3,400 تعهد في 47 مجالاً من المجالات المواضيعية والإقليمية منذ انعقاد المنتدى العالمي الأول عام 2019، وذلك بمشاركة أكثر من 1,300 شريك. ثلثا هذه التعهدات إما قد تم تنفيذها أو هي قيد التنفيذ.
وقد أصدرت عشر دول قوانين عمل جديدة تُمكّن اللاجئين من العمل، مما عاد بالفائدة على أكثر من نصف مليون لاجئ وعضو من أفراد المجتمع المضيف. في المكسيك، على سبيل المثال، انضم أكثر من 160 ألف لاجئ إلى القوى العاملة الرسمية، مما أدى إلى توليد إيرادات ضريبية وتعزيز الاقتصادات المحلية. وفي بولندا، ساهم إدماج اللاجئين في سوق العمل بنسبة تصل إلى 2.7% في نمو الناتج المحلي الإجمالي. وارتفع معدل التحاق اللاجئين بالتعليم العالي من 6% إلى 9% منذ عام 2023. كما عززت عشر دول أنظمة اللجوء لديها، بما في ذلك تشاد، والتي اعتمدت أول قانون للجوء لها على الإطلاق. لكل نجاح - كبيراً كان أم صغيراً – أهميته، وكل نجاح يُثبت أن التقدم ممكن عندما نعمل معاً.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات، حيث تهدد فجوات التمويل المكاسب التي تحققت بشق الأنفس. وتقوم الدول المضيفة بدورها، لكن التضامن لا يمكن أن يستمر بالنوايا الحسنة وحدها، إذ بدون إرادة سياسية متجددة واستثمار، يُواجه التقدم خطر الضياع. يتدهور السياق العالمي في ظل استمرار الصراعات، ووفيات قياسية في صفوف المدنيين - إذ يتم تسجيل حالة وفاة واحدة كل 12 دقيقة حالياً - وانقسامات سياسية متعمقة، مما يُؤدي إلى حدوث موجات من النزوح والضغط على نظام اللجوء.
لا يزال تقاسم المسؤولية غير متكافئ: فالدول التي لا تمتلك سوى 27% من ثروة العالم تستضيف 80% من لاجئي العالم، بينما تتحمل الدول منخفضة الدخل أعباءً غير متناسبة. في عام 2023، تم تخصيص 14.4 مليار دولار من المساعدات لأوضاع اللاجئين - أي أقل بـ 190 مرة من الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024. وفي حين توسعت عمليات إعادة التوطين ولم شمل الأسر، إلا أنها لا تزال غير كافية، وتتزايد حالات العودة - بما في ذلك أكثر من مليوني لاجئ في عام 2025- ولكن غالباً ما تتم بالإكراه ودون دعم كافٍ، مما يُقوّض استدامتها.
هذه الاجتماعات ليست مجرد عملية أخرى، بل إن الأمر يتعلق باللاجئين، ولأجل اللاجئين، ومع اللاجئين. من المتوقع أن يشارك في هذا الحدث في جنيف أكثر من 200 لاجئ وشخص ممن عاشوا تجربة النزوح القسري وانعدام الجنسية، بمن فيهم 130 شخصاً تدعمهم المفوضية، ليعرضوا خبراتهم ويحاسبونا. إن قيادتهم تُعزز العملية برمتها.
وقد حفّز الميثاق العالمي بشأن اللاجئين المبادرات في إطار المنتديات العالمية للاجئين واستعراض التقدم المحرز، وهو أمرٌ لا يزال ضرورياً لتعزيز حلول عادلة ودائمة ومعالجة الأسباب الجذرية للنزوح. الرسالة من استعراض التقدم خلال هذا المنتدى العالمي للاجئين واضحة: العمل الجماعي يُجدي نفعاً، ولكن فقط إذا حافظنا عليه. حماية اللاجئين مسؤولية مشتركة، ولا يمكن للعالم أن يتحمل خسارة التقدم المُحرز.
ملاحظات للمحررين:
يُمثل استعراض التقدم للمنتدى العالمي للاجئين، الذي يُعقد في الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر 2025 في مركز جنيف الدولي للمؤتمرات، نقطة تحول حاسمة بين منتديين عالميين للاجئين - عُقد آخرهما في عام 2023، والمقرر عقد التالي في عام 2027. للاطلاع على المعلومات حول تسجيل وسائل الإعلام لحضور استعراض التقدم للمنتدى العالمي للاجئين، يُرجى زيارة الرابط التالي.
يتتبع تقرير مؤشر الميثاق العالمي للاجئين لعام 2025 التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف الأربعة للميثاق - تخفيف الضغوط على البلدان المضيفة، وتعزيز اعتماد اللاجئين على أنفسهم، وتوسيع حلول البلدان الثالثة، ودعم الظروف للعودة الآمنة - باستخدام 16 مؤشراً عالمياً.
للمزيد من المعلومات:
- في جنيف، ماثيو سولتمارش: [email protected] هاتف: 9936 967 79 41+
في جنيف، كارلوتا وولف: [email protected] هاتف: 07 67 546 79 41+