مسؤول رفيع المستوى في المفوضية: ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين يمثل تحدياً حقيقياً في العراق
مسؤول رفيع المستوى في المفوضية: ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين يمثل تحدياً حقيقياً في العراق
بغداد، العراق، 25 أبريل/نيسان (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - أنهت مساعد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (لشؤون العمليات) جانيت
ليم زيارة لها إلى العراق استغرقت ثلاثة أيام زارت خلالها بغداد واربيل ودهوك، وذلك للوقوف على واقع الإستجابة الدولية والإنسانية تجاه أزمة اللاجئين السوريين وكذلك للبحث عن حلول للأشخاص النازحين داخلياً من العراقيين .
وقد أجرت مساعد المفوض السامي مباحثات مع وزارة الخارجية العراقية ووزارة المهجرين والمهاجرين وكذلك مع رئيس الوزراء في حكومة إقليم كردستان ومحافظ دهوك واربيل إضافة إلى مسؤولين آخرين، عبرت خلالها عن تقدير المفوضية العميق للكرم الذي أبداه العراق تجاه السوريين في وقت لا تزال فيه البلاد تواجه تحديات داخلية وعلى عدة جبهات. فالعراق يستضيف اليوم قرابة 1.1 مليون من النازحين داخلياً موزعين على كافة أرجاء البلاد ويعيش معظمهم في ظروف قاسية. إضافة إلى ذلك، وفي الأسابيع التي سبقت عملية الانتخابات المحلية الأخيرة، حدثت عدة هجمات أدت الى وفاة اكثر من 100 شخص وهذا يعتبر بمثابة تذكير صارخ على هشاشة الوضع الأمني. كما دفع التصعيد في الصراع الجاري في سوريا إلى عودة اكثر من 77 الف لاجئ عراقي من سوريا منذ أواسط عام 2012 .
وبالرغم من هذه التحديات، فقد فتح العراق حدوده لقرابة 136 ألف لاجئ سوري يعيش معظمهم في إقليم كردستان ويقيم 35 ألفاً منهم في مخيم دوميز المكتظ بصورة خطيرة
بينما يتوزع 80 الف لاجئ في المناطق الحضرية. إضافة إلى ذلك، يستضيف مخيم آخر عند القائم في محافظة الأنبار 4,000 لاجئ فيما يستعد مخيم ثالث في نفس المحافظة لاستقبال ما يقرب من 4,500 شخص. لقد دعمت الحكومة العراقية، بما في ذلك السلطات في إقليم كردستان، وبصورة مباشرة، جوانب عديدة من النشاطات المتعلقة باللاجئين السوريين - أبرزها مواد بناء المخيمين. وبفضل التبرعات التي وردت من الدول المانحة مؤخراً سوف تتمكن المفوضية من معالجة بعض من الاحتياجات الأكثر الحاحاً مثل الأوضاع السيئة للصرف الصحي والصحة العامة في مخيم دوميز .
كما التقت مساعد المفوض السامي عدداً من اللاجئين السوريين الذين عبروا عن تقديرهم العميق للأجواء الآمنة التي ينعمون بها في العراق، حيث قالت لها إحدى النساء في مخيم دوميز: " هذا أفضل مخيم في المنطقة لسبب مهم - لدينا الحرية بالتنقل والعمل هنا ".
وقد عبرت السيدة ليم عن إعجابها الشديد لما أبداه الشعب العراقي من كرم استثنائي. وقد بدا ذلك جلياً من خلال حملة جمع التبرعات الأخيرة والتي نظمتها قناة كوردسات التلفزيونية مع المفوضية حيث تم من خلالها جمع ما قيمته 2 مليون دولار أمريكي تشتمل على مواد غذائية وغير غذائية ومبالغ نقدية تبرع بها العراقيون في إقليم كردستان لصالح اللاجئين السوريين .
كما اعترفت مساعد المفوض السامي بالتحديات الهائلة التي لاتزال تواجهها المفوضية وأبرزها اكتظاظ مخيم دوميز حيث تتقاسم 3,500 عائلة لاجئة الخيم مع عائلات أخرى، حيث يؤدي اكتظاظ السكان وارتفاع درجات الحرارة إلى مخاطر انتشار الأمراض المعدية، علماً بأن عدد حالات الإسهال الشديد بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف منذ شهر
فبراير/شباط الماضي .
وخلال اجتماعها مع السلطات، كررت السيدة ليم طلبها من السلطات العراقية تخصيص
أراض إضافية لاستيعاب اللاجئين السوريين ولكنها في نفس الوقت شددت على أنه" بينما هناك حاجة حقيقية لبناء مخيمات إضافية، علينا أن نتذكر أن غالبية اللاجئين سيستمرون في العيش خارج المخيمات وهذا هو الحال في كافة مناطق الإقليم. وعليه يجب اتخاذ منهج ذي شقين: مخيمات إضافية للفئات الأكثر ضعفاً واستراتيجية مساعدات تستهدف الفئات المستضعفة التي تعيش ضمن البيئة الحضرية. أنا في غاية السرور لحصولي على ردود إيجابية من رئيس الوزراء بارزاني (لحكومة إقليم كردستان) فيما يخص هذين الأمرين." وفي هذا الخصوص، تعهد رئيس الوزراء بارزاني بتخصيص مبلغ 10 ملايين دولار إضافية لبناء مخيمات جديدة في إقليم كردستان مع الاستمرار في إصدار تصاريح إقامات للاجئين والدعوة لإجراء محادثات على أعلى المستويات بين المفوضية والسلطات فيما يتعلق بتوفير الخدمات في المناطق الحضرية خصوصاً في جوانب التعليم والصحة .
وفي الختام، أثنت مساعد المفوض السامي على جهود الحكومة العراقية في الإبقاء على حدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين على الرغم من التحديات الجديدة التي تواجهها البلاد دون نسيان ملفات النازحين طويلة الأمد. كما ينبغي معالجة الاحتياجات الانسانية للعائدين سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين العراقيين العائدين من سوريا لتعزيز الاندماج وأن يتم توجيهها ضمن برامج التنمية الوطنية للبلاد .
لمزيد من المعلومات الرجاء الاتصال :
جيروم سيريغني في اربيل - هاتف جوال رقم 00 964 770 670 0689
ناتاليا بروكوبتشوك في بغداد - هاتف جوال رقم 00 964 780 921 7341
ريم السالم في بيروت - هاتف جوال رقم 71911388 961 00