المفوضية تحذر من تنامي الاحتياجات وسط تدفق السودانيين إلى تشاد

إيجازات صحفية

المفوضية تحذر من تنامي الاحتياجات وسط تدفق السودانيين إلى تشاد

فيما يلي ملخص لما قاله ماغات غويس، ممثل المفوضية في تشاد، والذي يمكن أن يُنسب له النص المقتبس، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم في جنيف.

6 مايو 2025 متوفر أيضاً باللغات:

آلاف اللاجئين الواصلين حديثاً من شمال إقليم دارفور بالسودان ينتظرون الحصول على المساعدات الغذائية بالقرب من معبر تينيه الحدودي في تشاد.

جنيف - تُعرب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها البالغ إزاء التزايد السريع في أعداد اللاجئين السودانيين الذين يعبرون الحدود إلى شرق تشاد، حيث وصل إلى البلاد نحو 20,000 شخص الأسبوعين الماضيين فقط – معظمهم من النساء والأطفال المنهكين والمصابين بصدمات نفسية.

وسُجِّلت أكبر زيادة في أعداد القادمين عند معبر تينيه الحدودي في ولاية وادي فيرا، حيث وصل نحو 6,000 شخص في غضون يومين فقط. ومنذ 21 أبريل، أحصت المفوضية أكثر من 14,000 شخص ممن وصلوا إلى وادي فيرا، منهم 12,000 شخص وصلوا إلى هناك الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى 5,300 شخص وصلوا إلى إنيدي الشرقية خلال الأسبوعين الماضيين، منهم 1,000 شخص وصلوا يوم الأحد وحده. يعكس هذا التدفق المفاجئ تصاعد العنف في شمال إقليم دارفور بالسودان، وخاصة في مدينة الفاشر ومحيطها، والذي يُؤدي إلى نزوح جماعي بوتيرة تدعو للقلق.

تأتي هذه التحركات الأخيرة في أعقاب الهجمات الدامية التي شنتها جماعاتٌ مسلحة في شمال دارفور، حيث تسببت الاعتداءات على مخيمات النازحين – بما في ذلك مخيمات زمزم وأبو شوك – ومدينة الفاشر بحدوث حالةٍ من الذعر على نطاق واسع. وأفاد اللاجئون الوافدون إلى تشاد بأن أكثر من 10,000 شخص ما زالوا في طريقهم، يحاولون جاهدين الوصول إلى الحدود هرباً من العنف.

وذكر العديد من اللاجئين القادمين حديثاً أنهم تعرضوا للعنف وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أجبرتهم على الفرار. كما أبلغوا عن تعرض الرجال للقتل، والنساء والفتيات لانتهاكات جنسية، وإلى حرق المنازل بالكامل. كانت رحلاتهم إلى بر الأمان محفوفة بالمخاطر، حيث واجه اللاجئون السرقة والابتزاز عند نقاط التفتيش والتهديدات المتكررة على طول الطريق.

وصل معظم اللاجئين إلى تشاد دون أي شيء يحملونه معهم - دون غذاء ولا مال ولا وثائق ثبوتية. وأفادت التقارير بوجود العديد من الجرحى، بمن فيهم أطفال صغار ونساء مسنات، ممن سقطوا من المركبات التي تقلهم في خضم فوضى الفرار. ويشير تقييم سريع للحماية أجرته المفوضية وشركاؤها إلى أن 76 بالمائة من اللاجئين الواصلين حديثاً قد تعرضوا لحوادث خطيرة تمس الحماية، بما في ذلك الابتزاز والسرقة والانتهاكات الجنسية.

في الوقت نفسه، حددت فرق الحماية على الحدود أعداداً متزايدة من الأشخاص من ذوي الاحتياجات المحددة – بما فيهم 752 طفلاً من المعرضين للخطر، 22 منهم أصيبوا خلال النزاع، بالإضافة إلى أطفالٍ غير مصحوبين بذويهم، ونساء حوامل ومرضعات، وناجين من كبار السن.

ورغم الجهود الاستثنائية التي تبذلها المجتمعات والسلطات المحلية، فإنّ القدرة على استيعاب الواصلين الجدد تشكل ضغطاً كبيراً عليهم، حيث تستضيف تشاد أصلاً 1.3 مليون لاجئ، بما في ذلك 794,000 شخصٍ أتوا من السودان منذ بدء النزاع في البلاد قبل ما يربو على العامين من الزمن. وبينما تواصل البلاد إبداء تضامنها الملفت باستضافتها للاجئين، إلا أنها لا تستطيع تحمل هذا العبء بمفردها. وما زالت الموارد الإنسانية في جميع أنحاء البلاد محدودة للغاية، بينما يستمر تنامي الاحتياجات إلى للمياه والمأوى وخدمات الرعاية الصحية والتعليم والحماية.

منذ 23 أبريل، نقلت 8 قوافل نحو 1,850 لاجئاً من القادمين حديثاً إلى موقع إيريديمي، وهو أحد المخيمات الموجودة في مقاطعة وادي فيرا. تقدم المفوضية وشركاؤها المساعدات الإغاثية عند النقاط الحدودية ومواقع النقل، لكن الجهود الحالية ما زالت قاصرةً عن مواكبة الاحتياجات، بالنظر إلى حجم الأزمة.

يجب إيقاف الهجمات على المدنيين في السودان فوراً، وضمان المرور الآمن للفارين من الموت. وتناشد المفوضية المجتمع الدولي لتكثيف دعمه لعملية الاستجابة لحالة الطوارئ هذه. لم تتلق الاستجابة لأزمة اللاجئين في تشاد في عام 2025 سوى 20 بالمائة من التمويل المطلوب حتى الآن، والذي تعادل قيمته 409 مليون دولار. وتدعو المفوضية إلى تعزيز التضامن وتوفير التمويل بشكلٍ فوري لضمان حصول السكان من الفئات الأشد ضعفاً على الحماية والمساعدة التي يحتاجونها الآن.