إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

غراندي: الفجوة التمويلية الحرجة قد تؤدي إلى خفض أعمق لمساعدات اللاجئين

قصص

غراندي: الفجوة التمويلية الحرجة قد تؤدي إلى خفض أعمق لمساعدات اللاجئين

في بيانه الافتتاحي الأخير له أمام اللجنة التنفيذية للمفوضية، حذر المفوض السامي من أن الفجوة البالغة 300 مليون دولار في ميزانية عام 2025 قد تؤثر سلباً على الدعم المقدم للاجئين.
6 أكتوبر 2025 متوفر أيضاً باللغات:
المفوض السامي فيليبو غراندي يُلقي كلمته الافتتاحية في الدورة السنوية السادسة والسبعين للجنة التنفيذية في قصر الأمم بجنيف.

المفوض السامي فيليبو غراندي يُلقي كلمته الافتتاحية في الدورة السنوية السادسة والسبعين للجنة التنفيذية في قصر الأمم بجنيف.

حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، يوم الاثنين من أن فجوةً تمويلية حرجةً قدرها 300 مليون دولار في ميزانية المفوضية لعام 2025، والتي تعاني أصلاً من نقص حاد، قد تُؤدي إلى مزيدٍ من الخفض الحاد في المساعدات الإغاثية للاجئين، وذلك في أعقاب تقليص برامج المساعدة نتيجةً لانخفاض مستوى التمويل الإنساني في وقتٍ سابق من هذا العام.

وقد يمتد تأثير هذه الفجوة التمويلية الأخيرة إلى العام المُقبل، مع عدم وجود الأموال الكافية لتغطية النفقات في بداية عام 2026. ويأتي هذا في أعقاب فترةٍ "سيئة للغاية" شهدت إغلاقَ برامج مُختلفةٍ لتقديم المساعدات الطارئة والتعليم وإعادة التوطين ودعم الناجين من التعذيب والعنف القائم على النوع الاجتماعي - وهي قراراتٌ وصفها غراندي بأنها نتيجة "خياراتٍ سياسيةٍ ذات تأثيرات ماليةٍ كارثية".

في كلمته الافتتاحية أمام الجلسة العامة للجنة التنفيذية للمفوضية في جنيف، وهي الأخيرة له في ولايته الممتدة لعشر سنوات، قال غراندي للدول الأعضاء والجهات المعنية الأخرى: "في الوضع الراهن، نتوقع أن نختتم عام 2025 بمبلغ 3.9 مليار دولار أمريكي من الأموال المتاحة - بانخفاض قدره 1.3 مليار دولار أمريكي مقارنة بعام 2024 - أو ما يقرب من 25%".

وأضاف المفوض السامي، في إشارة إلى الرقم الحالي البالغ 122 مليون نازح قسري حول العالم: "آخر مرة كان لدينا فيها أقل من 4 مليارات دولار كانت في عام 2015، عندما كان عدد النازحين قسراً نصف ما هو عليه اليوم". وقد أدت أزمة التمويل الإنساني حتى الآن إلى فقدان ما يقرب من 5,000 موظف في المفوضية لوظائفهم هذا العام، وتقليص أو تعديل 185 مكتباً حول العالم.

وحث غراندي الحكومات المانحة على سد فجوة الميزانية البالغة 300 مليون دولار بشكل عاجل بتمويل مرن قبل نهاية العام، والتعهد بتقديم الأموال وصرفها لعام 2026 في أسرع وقت ممكن. لكنه وعد أيضاً بأن المفوضية ستتعافى وتخرج من الأزمة الحالية، وقال "سوف نكون أصغر حجماً، لكننا سنبقى أقوياء".

وقال المفوض السامي إن مهمة المفوضية المتمثلة في مساعدة اللاجئين وحمايتهم وإيجاد حلول لهم ربما تكون أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى في تاريخها الممتد على مدى 75 عاماً، مشيراً إلى النزوح الناتج عن العنف الجامح في أماكن مثل أوكرانيا والسودان وميانمار وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك في غزة.

لا توجد حلول سهلة

وأقرّ غراندي بالشعور المتزايد بالعجز في مواجهة النزاعات المستعصية والتحركات السكانية الكبيرة، مما يدفع الدول والمجتمعات إلى التخلي عن التعاون والتنازل لصالح نهج قائم على المقايضة في مواجهة التحديات العالمية.

لكنه قال إن أي محاولة لتقويض مبدأ اللجوء المنصوص عليه في اتفاقية اللاجئين لعام 1951 وبروتوكولها اللاحق ستكون "خطأً كارثياً".

وقال: "سيقودنا ذلك إلى طرق مسدودة، وفي النهاية، سيزيد من صعوبة معالجة المشكلة. أرجو منكم أن تحذروا من الحلول السهلة!". كما أن ذلك سيتجاهل حقيقة أن ثلاثة أرباع لاجئي العالم تستضيفهم دول منخفضة ومتوسطة الدخل، والتي ينبغي الاعتراف بكرمها من خلال تضامن دولي أكبر.

وأضاف غراندي أن "التحدي الذي يواجهنا هو التحدي في التنفيذ وليس في المبادئ".

مندوبون يحضرون الجلسة الافتتاحية للدورة السنوية السادسة والسبعين للجنة التنفيذية للمفوضية في قصر الأمم بجنيف.

مندوبون يحضرون الجلسة الافتتاحية للدورة السنوية السادسة والسبعين للجنة التنفيذية للمفوضية في قصر الأمم بجنيف.

ستواصل المفوضية عملها مع الحكومات ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والشركاء لمواجهة التحديات التي تفرضها التحركات المختلطة للاجئين والمهاجرين في أنحاء كثيرة من العالم، وذلك من خلال تدخلات في المراحل الأولى من رحلاتهم. ويكمن الهدف وراء ذلك في تحقيق الاستقرار لجموع السكان قبل عبورهم العديد من الحدود عن طريق توفير الدعم والحماية للاجئين، وتوفير مسارات للهجرة أكثر انتظاماً، إلى جانب إجراءات للعودة الكريمة والسماح بالدخول مجدداً.

كما سوف تستند المفوضية على تعاونها مع الشركاء في المجالين الإنساني والتنموي لإيجاد نهج أكثر استدامة للحالات الإنسانية طويلة الأمد. وتهدف مثل هذه النهج إلى تقليل الاعتماد على التمويل الإنساني غير المستدام من خلال تعزيز الدعم الدولي طويل الأجل للاجئين ومجتمعاتهم المضيفة، استناداً إلى إدماج اللاجئين في النظم الوطنية والمحلية.

أبواب السلام

من خلال هذه المناهج، والتزام المفوضية الراسخ بتقديم المساعدات المنقذة للحياة والحماية في حالات الطوارئ، سوف تضطلع المفوضية بدورها في تهيئة الظروف لحل النزاعات طويلة الأمد من خلال معالجة إحدى أخطر عواقبها، وهو النزوح القسري.

وقال غراندي: "من أعظم امتيازات العمل مع المفوضية هو التوفيق بين العمل الإنساني والدبلوماسية. مساعدة اللاجئين، وبالتالي، فتح أبواب السلام عندما يبدو السلام مستحيلاً". وأضاف: "ولهذا السبب، يمكننا القول إن السلام - رغم كل الصعاب - ممكن في أوضاع أخرى أكثر مما نتصوره أحياناً".

وأشار إلى سوريا كمثال على ذلك، حيث عاد أكثر من مليون شخص منذ شهر ديسمبر، بعد نهاية مفاجئة لأربعة عشر عاماً من الحرب والأزمة. يحتاج السوريون العائدون الآن إلى مزيد من المساعدة من المجتمع الدولي لضمان حصولهم على المسكن وفرص العمل والمدارس والأمن الدائم، ولاغتنام الفرصة لوضع حد دائم لإحدى أكبر أزمات النزوح في العالم.

واختتم غراندي كلمته بتوجيه الشكر للدول المضيفة للاجئين، والجهات المانحة للمفوضية من القطاعين العام والخاص، وشركاء المفوضية العديدين حول العالم، واللاجئين والنازحين وعديمي الجنسية أنفسهم، والذين يشكل سخاؤهم وشجاعتهم وعزيمتهم في مواجهة الألم والمأساة القوة الدافعة للمنظمة: "شكراً لكم على منحي القوة والإلهام لأكثر من 40 عاماً. لم يكن هذا العام سهلاً على أيٍّ منا. لكن تذكروا، من فضلكم: لم يكن هناك عام سهل على أي لاجئ، ولن يكون كذلك أبداً".