إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

إعادة التوطين في السويد توفر شريان حياة لعائلة سورية

حنان وعلي يتصفحان ألبوم صور العائلة مع أطفالهما سارة وأمينة ويُمنى.
قصص

إعادة التوطين في السويد توفر شريان حياة لعائلة سورية

بعد فرارهم من النزاع ومعاناتهم في لبنان، منحهم الانتقال إلى السويد فرصةً لاستئناف طموحاتهم المهنية والتعليمية.
26 أغسطس 2021

حنان وعلي يتصفحان ألبوم صور العائلة مع أطفالهما سارة وأمينة ويُمنى.

وصلت حنان وعلي إلى العاصمة السويدية ستوكهولم برفقة بناتهما الثلاث في 4 مايو 2017. وبعد يومين، تساقطت الثلوج.

تستذكر حنان، 34 عاماً، وعلي، 40 عاماً، على هذه الذكرى، وتقول. "لدينا ثلوج في سوريا، لكننا لم نتوقع أبداً أن نرى ثلوجاً في مايو! كانت كالصدمة بالنسبة لنا".

أُعيد توطين العائلة، التي تنحدر من ضواحي دمشق، في السويد من لبنان قبل أربع سنوات تقريباً من خلال المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

من جانبه، يوضح علي، قائلاً: "لم نكن نعلم أننا ذاهبون إلى السويد إلا قبل 15 يوماً من موعد المغادرة. أجرينا مقابلة في السفارة السويدية، وعرضوا علينا فيديو عن البلد - عن أنواع الإقامة المختلفة، ونظام التعليم، والحرية، وكيفية عمل المؤسسات الحكومية، وما إلى ذلك. بدا الأمر جيداً، لكن ما وجدناه عندما أتينا إلى هنا كان أفضل".

سارة وأمينة ويمنى، بنات الزوجين، يقرأن أحد كتب الأطفال التي ترجمها لهم والدهم علي.

سارة وأمينة ويمنى، بنات الزوجين، يقرأن أحد كتب الأطفال التي ترجمها لهم والدهم علي.

استطاع التوأم سارة وأمينة، 9 سنوات، وشقيقتهما الصغرى يُمنى، 7 سنوات، الاندماج في المجتمع السويدي. وقد تعرفت العائلة على العديد من الأصدقاء الجدد من خلال زملاء الدراسة.

تشرح سارة وأمينة، بلكنة سكان ستوكهولم، أنهما في الصف الثاني في المدرسة الابتدائية المحلية، وأن يُمنى تذهب إلى روضة أطفال قريبة.

تأمل العائلة أن يصبح أفرادها مواطنين سويديين العام المقبل. يتدرب علي بانتظام في جمعية لرفع الأثقال، ويقول إن لديه هدف محدد: "كمواطن سويدي، سأتمكن من المنافسة في بطولة السويد لرفع الأثقال". حالياً، يضع نصب عينيه الألعاب البارالمبية.

فقد علي ساقه في سوريا عندما أصابت قنبلة المدرسة التي كان يعمل فيها مدرساً للغة العربية.

العائلة مجتمعة خارج شقتهم في ستوكهولم.

العائلة مجتمعة خارج شقتهم في ستوكهولم.

اضطرت العائلة للفرار إلى لبنان، لكن الحصول على الرعاية الصحية كان صعباً. وأوضح علي، قائلاً: "كانت الحياة في لبنان صعبة للغاية. كنا قلقين للغاية بشأن المستقبل". فبالإضافة إلى عدم تمكنه من الحصول على العلاج الطبي اللازم، لم تستطع العائلة أيضاً تحمل تكاليف إرسال بناتها إلى المدرسة.

فكّروا في خوض رحلة محفوفة بالمخاطر عبر تركيا وعبور البحر للوصول إلى أوروبا، لكن الأمر كان مستحيلاً، إلى أن وفّرت لهم فرصة إعادة التوطين طوق نجاة.

أما حنان، وهي أخصائية طب حيوي في سوريا، فإنها تعمل الآن كمساعدة ممرضة بينما تُواصل دراستها. تُخطط لمعادلة مؤهلها السوري لتتمكن من ممارسة الطب الحيوي في وطنها الجديد: "إنه أمر صعب! للاعتراف بشهادتي، عليّ الدراسة سنة إضافية، والوصول إلى مستوى مُعيّن في اللغة السويدية، وتعلم اللغة الإنكليزية. أعتقد أنني سأحتاج إلى إتقان اللغة السويدية قبل أن أبدأ بتعلم الإنكليزية".

وجد زوجها وظيفة له في صالة ألعاب رياضية تعاونية محلية بعد عامين من وصولهم، ويعمل الآن هناك بدوام جزئي إلى جانب وظيفته الرئيسية كمُدرّس مساعد. وبفضل علاقاته في المدرسة الابتدائية التي يُدرّس فيها، فقد بدأ العمل كمترجم لكتب الأطفال. قال علي: "أعشق اللغات، وأحلم بأن أصبح مترجماً".

حنان تُظهر شهادتها الجامعية في الطب الحيوي.

حنان تُظهر شهادتها الجامعية في الطب الحيوي.

على الرغم من استقرار العائلة في ستوكهولم، إلا أنهم قلقون بشأن ما سيحدث عند انتهاء عقد إيجارهم العام المقبل. ونظراً لتعقيد وضع السكن وتنافسيته في ستوكهولم، نُصحت العائلة بالبحث عن سكن خارج العاصمة، وهم يأملون ألا يضطروا للانتقال إلى مكان آخر في البلاد والبدء من جديد.

تعتبر حنان وعائلتها من بين 333,600 شخص ممن أعادت المفوضية توطينهم خلال السنوات الخمس الماضية.

تُحيل المفوضية الأفراد والعائلات لإعادة توطينهم في دول ثالثة في الحالات التي يتعذر فيها البقاء في البلد المضيف أو العودة إلى الوطن. وعلى الرغم من وجود أكثر من 1.4 مليون شخص ممن هم بحاجة ماسة لإعادة التوطين، فقد كان عدد اللاجئين الذين أُعيد توطينهم في عام 2020 هو الأدنى منذ ما يقرب من عقدين، حيث بلغ 22,700.

تشارك السويد في برنامج إعادة التوطين منذ عام 1950 وتستقبل حوالي 5,000 لاجئ ممن يعاد توطينهم سنوياً.