إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

وصول مساعدات حيوية إلى الناجين من الزلزال في سوريا

قصص

وصول مساعدات حيوية إلى الناجين من الزلزال في سوريا

تقدم المفوضية المساعدة للعائلات التي تشردت بسبب الكارثة، بينما أعاد فتح طريق المساعدات إلى شمال غرب سوريا الأمل لأولئك النازحين جراء أزمة البلاد التي استمرت 12 عاماً.
10 فبراير 2023 متوفر أيضاً باللغات:
Syria. UNHCR provides assistance to earthquake-affected families in Aleppo
موظفون من المفوضية يوزعون المساعدات الطارئة للأسر المتضررة من الزلزال الموجودة في مسجد في حي سليمان الحلبي في حلب، سوريا.

في سوق مغطى في الجزء القديم من مدينة حلب التاريخية، تكتظ عائلات داخل محلات البيع بالتجزئة الصغيرة، يبحثون معاً عن الدفء ويلتحفون طبقات من الملابس والبطانيات الحرارية – في محاولة لدرء درجات الحرارة الشتوية شديدة البرودة التي تجتاح هذا الجزء من شمال سوريا حالياً.


وصلوا إلى هنا في أعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب تركيا وشمال سوريا في 6 فبراير، والتي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 20 ألف شخص في كلا البلدين، ولا يزال عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

أفراد العائلات الذين يعيشون الآن في المأوى الجماعي الذي تم تأسيسه على عجل في سوق الحرير في حلب موجودون هنا لأنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، سواء كانوا خائفين جداً أو غير قادرين على العودة إلى المنازل التي تضررت أو تعرضت للدمار جراء الزلازل.

وقال مازن، وهو أب لأربعة أطفال كان قد نزح في السابق من منزله في حي صلاح الدين في حلب لعدة سنوات خلال الأزمة السورية التي طال أمدها، إنه ظن بأنه وعائلته سيموتون عندما وقع الزلزال في الساعات الأولى من يوم الإثنين: "كنت نائماً في ذلك الوقت. شعرت بشيء يهتز، وسمعت زوجتي تقول ‘زلزال، زلزال!‘. نهضت وغطيت طفلي، وقلت لنفسي إذا حدث أي شيء، فإنني أنا الذي سوف [يتأثر] وسوف أنقذ طفلي".

وأضاف: "بعد دقيقة أو دقيقتين، توقفت وقلت لنفسي: الحمد لله نحن على قيد الحياة". [لكن] ربما بعد دقيقة واحدة، بدأت الهزة مرة أخرى وكانت مخيفة للغاية. نزلنا الى الطريق وبعد ذلك لم نعد الى المنزل".

مرتدياً ثوب حمام رمادي تعلوه طبقات من الملابس ووشاحاً يلتف حول قبعته الصوفية من أجل المزيد من الدفء، وصف مازن الزلزال بأنه ترك شقوقاً عميقة في جدران شقة عائلته الواقع في الطابق الرابع وأنهم لا يشعرون بالأمان في العودة إلى منزلهم.

في الجوار، تحتمي عشرات العائلات الأخرى داخل أحد المساجد في حي سليمان الحلبي في المدينة. يجلس البالغون منهم على شكل مجموعات وهم في حالة من الصمت على أرضية مغطاة بسجاد أحمر اللون، بينما يركض الأطفال ويلعبون في المساحات التي تتخللهم. لا يملك معظمهم شيئاً سوى الملابس التي يرتدونها، بعد أن تركوا كل شيء وراءهم أثناء فرارهم من منازلهم.

يوم الأربعاء، تمكنت فرق من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين برفقة جمعية الهلال الأحمر العربي السوري من إيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها لأولئك الذين يحتمون في المسجد. وتوزع المفوضية وشركاؤها منذ يوم الاثنين مخزونات من مواد الإغاثة، بما في ذلك البطانيات الحرارية والفرش والمصابيح الشمسية والملابس الشتوية على السوريين المتضررين من الزلزال.

"إنها أزمة داخل أزمة"

كان العديد من المتضررين يعيشون أصلاً في أوضاع محفوفة بالمخاطر حتى قبل وقوع الكارثة، وكان الملايين في شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود التركية قد نزحوا من منازلهم خلال الأزمة التي استمرت 12 عاماً. كما تسبب مزيج من الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار بمعاناة العديد من الأشخاص وهم يكافحون من أجل قوتهم اليومي.

وقال ممثل المفوضية في سوريا، سيفانكا دانابالا، للصحفيين خلال الإيجاز الصحفي الذي جرى اليوم الجمعة: "إنها أزمة داخل أزمة. فقد كان هناك 6.8 مليون شخص ممن نزحوا داخلياً في البلاد قبل وقوع الزلزال. هؤلاء هم الأشخاص الذين يعيشون في ظروف صعبة للغاية، وفي مساكن هشة للغاية، وبالطبع فهم الأكثر تضرراً".

وأضاف دانابالا: "إنها بالفعل أبرد أوقات العام في سوريا، مع هبوب عواصف ثلجية في المناطق المتضررة. وهذا بالطبع يؤثر على إمكانية الوصول (للمحتاجين)، وكانت الطرق متضررة خلال محاولة الوصول إلى الأشخاص - لقد كان الأمر صعباً للغاية".

"لا نعرف ما سيحدث"

في أعقاب الزلازل مباشرة، تمكن شركاء المفوضية في شمال غرب البلاد من توزيع مخزون المساعدات على بعض الناجين الأكثر ضعفاً. لكن الأضرار التي لحقت بالطريق الوحيد المستخدم لنقل المساعدات الدولية إلى شمال غرب سوريا من تركيا أعاقت الجهود المبذولة لتقديم المزيد من المساعدة.

مع فتح الطريق الآن، دخلت يوم الخميس أول قافلة مساعدات للأمم المتحدة مؤلفة من ست شاحنات، وسوف يليها المزيد.

في الوقت الحالي، ينصب التركيز على تقديم المساعدات الحيوية لأولئك الذين خسروا كل شيء ومساعدتهم على تجاوز صعوبة فصل الشتاء.

خارج واجهة المتجر، حيث تقيم عائلته في السوق المغطى في حلب، يعرف مازن أنه من بين المحظوظين، ويفضل في الوقت الحالي عدم النظر إلى الأمام بعيداً. يقول: "لا يسعنا إلا التفكير في هذه اللحظة الآن. غداً.. لا نعرف ما سيحدث، ولكن في الوقت الحالي، الحمد لله، نحن بأمان".